اقترح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم، على أعضاء مجلس الأمن الدولي زيادة عدد أفراد قوة بعثة السلام للأمم المتحدة في جنوب السودان إلى 12 ألف و500 شخص، حتي تتمكن من الوفاء بولايتها وتوفير الحماية الضرورية للمدنيين. وقال الأمين العام- في تقريره ربع السنوي حول تنفيذ ولاية البعثة الأممية في جنوب السودان- إن انعدام الأمن في جنوب السودان سوف يستمر لبعض الوقت، خاصة في الولايات الأكثر تضررا من النزاع الحالي في جنوب السودان مثل بور وملكال وبانيتو، كما ستستمر مخاوف اللاجئين من العودة إلى منازلهم ،حتي يتم تهيئة بيئة أمنية مواتية لهم. وأضاف بان كي مون، في تقريره الذي ناقشه المجلس في جلسة مشاورات مغلقة عصر اليوم، أنه يطلب من ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس الموافقة على زيادة مؤقتة في عدد البعثة الأممية في جنوب السودان، لتصل إلى 21 ألف و500 فرد حتي تتمكن من القيام بالولاية المحددة لها طبقا لقرار مجلس الأمن رقم 2109 الصادر العام الماضي. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، عن توقعاته باستمرار حالة انعدام الأمن في البلاد، ولاسيما في الولايات الأكثر تضررا من الصراع الجاري حاليا، وأن تستمر مخاوف النازحين من العودة إلى ديارهم، حتي تتهيأ بيئة أمنية مواتية. وشدد كي مون، على أن المهمة الرئيسة لعمل بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان ،تتمثل في حماية المدنيين، وحقوق الإنسان، وإيجاد الظروف الأمنية المواتية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا من النزاع، وتيسيير مبادرات مصالحة على الصعيد المحلي، ومساعدة الدولة في جنوب السودان على بناء القدرات فيما يتعلق منه بحماية المدنيين وضمان احترام حقوق الإنسان. وأعرب الأمين العام عن القلق العميق إزاء انتهاك اتفاق مركز القوات وحوادث التحرش بموظفي الأممالمتحدة في جنوب السودان، وأهاب بالمجتمع الدولي إقناع طرفي الصراع بضرورة تمكين موظفي بعثة الأممالمتحدة من العمل والتنقل بحرية في جنوب السودان. ولفت بان كي مون، الانتباه إلى تفكك المؤسسات الأمنية، وبصفة خاصة الجيش الشعبي لتحرير السودان وقال: إن التداعيات الناجمة عن الصراع ستكون هائلة، مشيرا إلى أن قري بأكملها تم تدميرها وفرار أكثر من مليون لاجئ إلى البلدان المجاورة. واتهم الأمين العام للأمم المتحدة، طرفي الصراع في جنوب السودان بخذلان الشعب والتسبب في حدوث نكسة شديدة في بلد يكافح من الهشاشة، مضيفا "لقد تقاعس قادة جنوب السودان عن احتواء خلافاتهم وصراعتهم داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان، فخرجت عن السيطرة، وتسببت في إشعال نزاع مدمر. وحث تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، المشاركين في عملية السلام الجارية في "أديس أبابا" على معالجة الأسباب الجذرية لاستمرار هشاشة الوضع في جنوب السودان وعدم استقراره،ر مؤكدا على أن التحول الديمقراطي يمثل عنصرا ضروريا لاغنى عنه للحكم الرشيد.