روى 12 شابا مصريا ممن جرى احتجازهم منذ عدة أيام في ليبيا، ل"الوطن" تفاصيل احتجازهم من قبل السلطات الليبية. الشباب أكدوا ل"الوطن" فور وصولهم مطار القاهرة فجر اليوم، أنهم تعرضوا لعملية اختطاف من قبل عشرة ملثمين أو ما يزيد منتصف ليل الخميس الماضي، وتم اقتياد 12 فردا منهم إلى كتيبة شرطية ليبية داخل طرابلس، ثم نقلهم إلى كتيبة أخرى بعد تجريدهم من أموالهم وهواتفهم المحمولة، مؤكدين سوء المعاملة التي تعرضوا لها خلال فترة احتجازهم. أحد هؤلاء الشباب قال إن عمليات الاختطاف أصبحت شيئا عاديا في ليبيا للأجانب بشكل عام وللمصريين بشكل خاص، ومن الصعب التعرف على هوية المختطفين إذا كانوا من رجال الشرطة أو العصابات أو الجماعات التكفيرية، فليس هناك ما يجرّم ارتداء الملابس العسكرية. وأضافوا أنهم في بداية الأمر لم يتعرفوا على هوية مختطفيهم، خاصة أنهم كانوا يعاملونهم معاملة عنيفة، ولم يتعرفوا على هويتهم سوى عند نقلهم إلى كتيبة الشرطة. وقال "محمود عبدالخالق" أحد العائدين والذي ينتمي إلى قرية قالهانا مركز إطسا بالفيوم، إن مختطفيهم وضعوا لهم في اليوم الأول "طبق مكرونة" ليتناوله 10 أفراد، موضحا أنهم كانوا يأكلون فقط ما يمكنهم من الاستمرار على قيد الحياة، وذلك بخلاف سوء المعاملة من قبل المحتجزين. وأضاف "أحمد علي معوض" والذي ينتمي إلى قرية أبوديفة مركز إطسا بالفيوم، أن الخارجية المصرية أخبرتهم بأنهم سيعودون إلى البلاد عبر الطريق البري شريطة أن يدفعوا ثمن تذكرة العودة فور عودتهم، وعندما طلب الشباب المختطفون العودة جوا، طالبتهم السفارة المصرية بليبيا دفع ثمن تذكرة الطيران، فما كان منهم إلا أن استدانوا ثمن تذكرة العودة إلى ديارهم. وفي المقابل أشاد بعض الشباب العائدين بدور السفارة المصرية بليبيا، حيث أكدوا أن المسؤولين بها وفور علمهم بعملية الاختطاف تدخلوا لدى السلطات الليبية، وتم تحديد مكان احتجازهم والإفراج عنهم، لكنهم توقعوا من السلطات المصرية تحمل نفقات عودتهم إلى ديارهم، خاصة بعد سرقة أموالهم من قبل من وصفوهم بالملثمين، إضافة إلى اضطرارهم الاستدانة من أجل العودة. جدير بالذكر أنه بعودة ال 12 شابا فجر اليوم، يتبقى في ليبيا 58 آخرون تم احتجازهم بنفس الطريقة، ومن المقرر عودتهم جميعا على رحلات طيران لاحقة، إضافة إلى عودة بعضهم عبر الطريق البري.