شيع أهالى منطقة «أم بيومى»، فى شبرا الخيمة، جثمان الشاب «محمد عيد» ضحية قطار طنطا، فى الساعات الأولى من صباح اليوم، وخرجت الجنازة من مسجد خاتم المرسلين، وسط ترديد هتافات «لا إله إلا الله» و«عاوزين حقه»، فى الطريق إلى مقابر العائلة حتى وارى جسده التراب. أسرة الضحية أطلقت حملة «عايزين حقه» للمطالبة بحق ابنها والقصاص من «الكمسارى»، الذى دفعه إلى القفز من القطار هو وزميله بسبب عدم دفعهما قيمة التذاكر، وسط حالة من الحزن سرت بين الأهل والجيران بمسقط رأس الضحية عقب تشييع جنازته. وأكد أهالى المنطقة أن «محمد» كان يعمل فى بيع الميداليات بمنطقة المعز بالقاهرة، وحينما يضيق به الحال وتقل حركة البيع، يستقل القطار متوجّهاً إلى الإسكندرية، ليقضى هناك 3 أيام لبيع بضاعته على الشواطئ، وكان معروفاً بحُسن الخلق. وقال محمود عيد، شقيق الضحية، إن «محمد» كان حريصاً على الاطمئنان على والدته عبر الهاتف، وآخر مرة تحدث إليها كانت قبل الحادث بساعات، قال لها: «وحشتينى أنا جاى لك فى الطريق»، مشيراً إلى أن الأسرة علمت بالواقعة من زميله الذى نجا من الحادث ويرقد حالياً بالمستشفى للعلاج، حيث أفاد بأن «الكمسارى»، طلب منهما قيمة التذكرة والغرامة أو النزول من القطار أو تسليمهما فى المحطة القادمة، فقرّرا المجازفة بحياتهما، خوفاً من تعرضهما للمساءلة. وأكد شريف عماد، أحد أقارب الضحية، أن الأسرة كلها فى حالة صدمة بسبب فاجعة موت «محمد» بهذه الطريقة، مشيراً إلى أن شغلهم الشاغل هو القصاص، لافتاً إلى أنه فى حالة ذهول من الطريقة التى تعامل بها الكمسارى مع الموقف، وكيف تسبّب فى قفز شابين من القطار المتحرك بهذه السهولة وبدم بارد، مطالباً بالتحقيق العاجل فى الواقعة، ومحاسبة المتهم والقصاص منه. وروى «شريف» تفاصيل الواقعة، مشيراً إلى أنهم فوجئوا فى الصباح الباكر بأحد أصدقاء «محمد» يخبرهم بالواقعة، ليتحرك هو وشقيق الضحية إلى مدينة طنطا لاستطلاع الأمر، وهناك أطلعهم أقارب وشقيق زميله المصاب فى الواقعة على حقيقة ما حدث بأن الضحيتين استقلا قطاراً من الإسكندرية إلى القاهرة، وتوقف بهما فى قرية «دفرة»، فنزلا ليشربا الشاى، ففاتهما القطار، فركبا القطار المكيف، إثر تهديته فى هذه المنطقة، ليطلب منهما الكمسارى النزول، وتحدث الواقعة. وأوضح أن الضحية يبلغ 23 عاماً، لم يكن متزوجاً أو مرتبطاً، وكان يعيش مع شقيقه الأكبر ووالدته، ووالده متوفى منذ سنوات، وهو خريج دبلوم فنى، وكان يعمل فى مجال بيع الميداليات التذكارية وبعض الاكسسوارات فى العتبة ومصايف الإسكندرية، وقبل الحادث قرر السفر إلى طنطا لبيع بضاعته فى مولد السيد البدوى، وبعض مناطق الإسكندرية. وفى السياق ذاته، قرّرت نيابة مركز طنطا، تحت إشراف المحامى العام لنيابات غرب طنطا، إخلاء سبيل المدعو أحمد سمير على، المصاب فى واقعة القطار 934 القادم من الإسكندرية، متجهاً إلى الأقصر، بعد قفزه من القطار، برفقة صديقه «محمد عيد»، الذى لقى حتفه، إثر إجبارهما من قبل الكمسارى على القفز من القطار، بسبب عدم قدرتهما على دفع ثمن التذكرة. وكشفت مصادر فى نيابة مركز طنطا، أن النيابة استمعت إلى أقوال المصاب على مدار 5 ساعات، وبعد ذلك قررت النيابة توقيع الكشف الطبى عليه للتأكد من سلامته من أى إصابات، وتضمّن التقرير الطبى للمصاب الصادر من مستشفيات جامعة طنطا، أن عمره 23 عاماً، تراوحت إصابته بين السحجات والكدمات فى أماكن متفرقة بالجسم، ويحتاج إلى علاج أقل من 21 يوماً ما لم تحدث مضاعفات. وأكدت المصادر أن المصاب ذكر فى أقواله أنه قفز من القطار وكانت بحوزته حقيبة بضاعة، وأصيب بسحجات وكدمات وجروح متفرقة فى الجسم، وعقب قفزه بحث عن صديقه بعد مرور القطار الذى كان يسير بسرعة، فوجده ملقى أسفل القطار، مما أثار جنونه وفقد وعيه، وجرت إفاقته فى مستشفى جامعة طنطا. زميل الضحية المصاب: المتهم أصر على قفزنا وأشارت المصادر إلى أن المصاب ذكر فى أقواله أن الكمسارى طلب منهما القفز أو الدفع، ورفض محاولات إقناعه بأنهما بائعان جائلان عادا من الإسكندرية دون أن يبيعا شيئاً من البضاعة بسبب الأمطار، وكانا يقفان بين عربتى القطار 4 و5، ولم يسببا أى إزعاج أو مضايقة للركاب، خاصة أن القطار مكيف، ويوجد باب يفصل بين الركاب وفواصل العربات، لكن الكمسارى أصر على نزولهما. النيابة تقرر حبس "الكمسارى" 4 أيام.. وعرضه ل"كشف مخدرات" أمام الطب الشرعى وأضافت المصادر أن النيابة استمعت إلى أقوال الشهود فى الواقعة، وقررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات وعرضه على الطب الشرعى لبيان مدى تعاطيه المخدرات من عدمه. فى المقابل، أدلى «مجدى همام»، كمسارى القطار، بأقواله أمام النيابة العامة وسط حالة استنفار وتأهب أمنى فرضتها مديرية أمن الغربية، وقال المتهم نصاً: «من مهام عملى حفظ الأمن داخل القطار والبدء فى تحصيل قيمة رسوم التذاكر من الركاب المتخلفين عن حجز التذاكر من محطات القطارات، وأثناء عملى فوجئت بشابين يقفان فى عربة ركاب الدرجة الأولى مكيفة، وطالبتهما بسداد قيمة تذكرتين، فامتنعا عن السداد بأسلوب غير لائق، فالتزمت باتباع إجراءات إدارية بمطالبتهما بالسداد أو تسليمهما إلى الجهات المختصة.. ربنا يرحم الشاب الضحية ويسكنه فسيح جناته، وأنا لم أقصد التعرّض له، ولكن هو وزميله انفعلا فى الكلام معى، وأرادا النزول أثناء سير القطار». ونفى المتهم أمام النيابة العامة قيامه بإجبار الشابين على القفز أو سعيه لدفعهما بيده للقفز من أبواب القطار: «إحنا بشر ونعرف يعنى إيه إنسانية التصرف والتعامل مع الشباب، لكنهما تسرعا فى القفز إلى خارج القطار بقرية دفرة عقب تحرّكنا من محطة قطارات طنطا العمومية». وأفاد عدد من شهود العيان أن الحادث وقع فى الساعات الأولى من فجر أمس، وبدأ بمشادة كلامية بين رئيس قطار رقم 934 ويدعى «م. ه» وشاب يُدعى محمد عيد، 23 سنة، وآخر يُدعى أحمد محمد، 25 سنة، بعدما اكتشف عدم وجود تذاكر معهما داخل العربة المكيفة.