طالب الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار، مسؤولي السياحة ومحافظة جنوبسيناء ووسائل الإعلام المختلفة، بتنظيم احتفالية كبرى يوم الأربعاء القادم 19 مارس، بموقع شجر الدوم بطابا؛ بمناسبة مرور 25 عامًا على عودة طابا لمصر وتذكيرًا للشباب بأبطال هذه الملحمة الذين حُفرت أسماؤهم بحروف من نور في ذاكرة مصر المعاصرة، مشيرًا إلى أهمية تدريس تلك الملحمة للطلاب في مرحلة الثانوية العامة. وقال ريحان - في تصريح له اليوم - إن "قضية طابا هي تجربة مصرية فريدة تضافرت كافة الجهود لإنجاحها، ووظفت الوثائق التاريخية والخرائط والمجسمات الطبيعية وكتابات المعاصرين والزيارات الميدانية وشهادة الشهود وأشرطة الفيديو والصبر الطويل حتى عادت طابا"، مستندًا إلى ما جاء في كتاب "طابا قضية العصر" للمؤرخ يونان لبيب رزق، الذي يحوي 16 فصلًا، تناول فيها القضية من بدايتها وحتى حكم المحكمة باسترداد طابا. وتابع "إن قضية طابا استلزمت تشكيل لجنة خاصة "اللجنة القومية العليا لطابا" حين صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 في 13 مايو 1985، وكانت تضم أبرز الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية، وهي اللجنة التي تحولت بعد ذلك إلى هيئة الدفاع المصرية في قضية طابا، والتي أخذت على عاتقها إدارة الصراع في هذه القضية مستخدمة كل الحجج لإثبات الحق، ومن أهمها الوثائق التاريخية التي مثلت نسبة 61% من إجمالي الأدلة المادية التي جاءت من 8 مصادر". وأشار خبير الآثار إلى أن مذكرة التحكيم قد نصت على أن المطلوب من المحكمة تقرير مواضع علامات الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب أي في الفترة بين عامي 1922 و1948، وبالرغم من ذلك فإن البحث في الوثائق ذهب إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر والوثائق في الفترة اللاحقة على عام 1948 حتى حرب يونيو ونتائجها. وفي نفس السياق أوضح أن الوثائق تم تجميعها من عدة أماكن حول العالم، وذلك لتحديد علامات الحدود حتى العلامة 91 عند طابا، ولم يقبل الوفد المصري بموقع العلامة 91 من الطرف الآخر، وقد نجح أحد الضباط المصريين في العثورعلى العمود الحديدي الخاص بالعلامة 91 على منحدر شديد الوعورة حيث نزل وحمله لأعلى بنفسه، وأمام هذا الموقف لم يملك أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي نفسه قائلًا إن "الطبيعة لا تكذب أبدا"، واتضح فنيًا أن العمود والقاعدة قد أزيلا حديثًا ورغم ذلك فقد رفضت إسرائيل الإعتراف بهذه العلامة حتى موافقتها على التحكيم في 13 يناير 1986. وأكد أيضًا أن الأدلة المصرية الدامغة والمثابرة والعزيمة كانت وراء حكم المحكمة الدولية الخميس 29 سبتمبر 1988 لتنطق بالحق وعودة الأرض لأصحابها في حكم تاريخي بأغلبية 4 أصوات والاعتراض الوحيد من القاضية الإسرائيلية بالطبع، ويقع الحكم في 230 صفحة ويتضمن القبول بالمطلب المصري للعلامة 91.