من أين استحللتم دماءنا؟ فإن من أسماء الله عز وجل الحسنى السلام، والإسلام دين السلام والعفو وما نزل به القرآن يحرّم الاعتداء على الآمنين، وسُنة سيدنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) تنهانا عن العنف، من أين لكم بهذه الأفعال المشينة.. شهادة؟ هل أمركم الله بها أم سيدنا رسول الله أمركم بها أم فوّضتم بها دون غيركم من المسلمين. لا والله حاشاه تعالى وسبحانه ما نزل في القرآن وما جاءنا نبينا سيدنا رسول الله إلا رحمة للعالمين، حتى الدعوة إلى سبيل الله ولدينه أمرنا الله أن تكون بالموعظة الحسنة، حيث قال تعالي "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ"، هل تقصدون قتل رجال الجيش والشرطة الذي قال فيه الرسول "عينان لا تمسهما النار عين باتت تحرس في سبيل الله وعين بكت من خشية الله". الإرهاب لا دين له وهو جريمة وعلى وجوه أصحابها، مصر محفوظة بأمر الله وسيرينا الله عجائب قدرته وسيعود لمصر أمنها وستكون مأوى للسالمين والمسالمين"، لماذا لا تخلّدون اسم رسولكم طالما أنكم تحبون الله، وما تفعلونه من وساوس الشياطين، ومن أين أتيتم بأن من يفجّر نفسه وسط الناس "شهيد" لا بل هو مجرم وكافر، لأن من شرب سمًا أو قتل نفسه بحديدة فهو في النار مخلّدًا يبدو أن أعداء الدين قد أفلحوا حتى الآن بإلصاق الإرهاب بالدين، وبالذات الدين الإسلامي، مع أن الإسلام أبعد ما يكون عن الإرهاب. الممارسات التي يقوم بها بعض المنتمين للتيارات المحسوبة على الإسلام أعتقد أن الأمور أضحت مختلطة عندهم، وأضحوا لا يميزون بين الغث والسمين أو بين الصديق والعدو، وصار كل مختلف معهم عدوًّا يستحق القتل في نظرهم، حتى لو قام الليل وصام النهار، وامتدت يده بالخير للغير، المهم هو التوافق أو الاختلاف بين الاثنين، من يتفق معي هو المسلم الحق ومن يختلف معي هو الكافر المستحق للقتل وينطبق عليه الحد، هم على استعداد كما قال "تشرشل" يومًا ما للتحالف مع الشيطان للوصول لما يريدون مع أن ما يسعون إليه أمر دنيوي لا علاقة له بالدين ولا الإسلام، بل يبتعدون به عن الدين الحق، وهم على اعتقاد بأنهم في خدمة الدين مع أن الدين براء من كل ذلك، ولا يقر ما يحدث أو ما يفعلون، لذلك نرى جماعة الإخوان في مصر الآن قد فقدت كل صفة دينية بما تقوم به في ذلك البلد العربي المسلم، والتحالفات التي عليها جماعة الإخوان في الوقت الراهن واضحة، وهي مع مَن يريد شرًّا للإسلام بدءًا من مخابرات الغرب إلى النظم البعيدة عن الدين، ومع ذلك يتمادون في ذلك التحالف ضد بلد من المفترض أن يكونوا جزءًا منه وضد بشر هم يقولون إنهم جزء منهم، مع أن الواقع الذي نراه مختلف جذريًّا عن كل ذلك، طوال هذه الشهور التي مضت منذ سقوط نظام الجماعة هناك في الثالث من يوليو الماضي والشعب المصري ومعه النظام المؤقت فيها يمسكون بالنفس ويحاولون قدر الإمكان ضبط أنفسهم في مواجهة ذلك الإرهاب، لعل وعسى أن يعود المغيبون إلى رشدهم ويعوا الحقيقة والواقع من أن الشعب المصري والعربي يرفض ما يفعلون، ولكنهم يتمادون يومًا بعد يوم لأنهم ابتعدوا عن الوطنية والمواطنة وساروا في درب خدمة غيرهم وخدمة الجماعة التي هي عندهم أهم من الوطن والدين في الوقت نفسه. والجميع يعي أن النظام المؤقت في مصر ومعه الشعب المصري يريدون الوصول إلى بر الاستقرار من خلال بناء نظام ديمقراطي صحيح قائم على المساواة والعدل والحرية الوطنية والفردية، لذلك تركوا الجماعة ومَن يقف معها ليقضوا على أنفسهم بأنفسهم، واليقين أن النظام الجديد المرتقب سيتكفل من تلقاء نفسه بنبذ أسلوب الجماعة ومعه الجماعة ذاتها وهي الجماعة التي لن تجد لها مكانًا في هذا النظام ليس نبذًا لها بقدر عدم قدرتها على العيش في الشمس، وهي التي اعتادت على العيش في الظلام، لذلك لن يكون لها مستقبل في الأيام القادمة، ولكن مع ذلك لا بد من القول إنه على النظام المؤقت الحالي عدم الظن بأنه يسير على الجمر أو المسامير بل عليه السير بثقة منحه إياها شعب مصر العربي، وعليه مواجهة هذا الإرهاب المنظّم المدعوم حتى لا يكل الشعب منه بسبب ما يعتقد أنه تقاعس منه عن مواجهة هذا الإرهاب توبوا إلى ربكم وبارئكم، ومن يخشى على آخرته فليرجع للأزهر ليعرف حقيقة الدين الإسلامي ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة، وارجعوا لرشدكم. _____________________________________________________________ (ملحوظة: الآراء المنشورة في قسم "م الآخر" لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع وجريدة "الوطن"، وإنما تعبر عن آراء أصحابها)