السيسي يضع إكليل زهور على قبري السادات وناصر بمناسبة الذكرى ال51 لنصر أكتوبر    «حماية المنافسة» يبحث التعاون مع المفوضية الأوروبية لمكافحة الممارسات الاحتكارية    المحكمة الدستورية العليا تقضي بعدم دستورية فرض المحافظ ضرائب محلية    الإطفاء الإسرائيلية: منحدرات صفد تحترق بفعل الصواريخ اللبنانية، ونكافح لإنقاذ البلدات المجاورة    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 19 مليون جنيه خلال 24 ساعة    العثور على كنز من مجوهرات فضية وعملات معدنية عربية بكمية كبيرة في روسيا    محافظ الدقهلية: انتصار أكتوبر سيظل علامة مضيئة في التاريخ    خبير تربوي عن اليوم العالمي للمعلم: الجندي الحقيقي في ميدان التعليم    لليوم الخامس .. التموين تواصل صرف مقررات أكتوبر بالأسعار الجديدة    تدشين مشروع رأس الحكمة انطلاقة قوية للاقتصاد المصري    تخفيضات 10%.. بشرى سارة من التموين بشأن أسعار السلع بمناسبة ذكرى أكتوبر    وزير البترول يناقش مع رئيس شركة توتال توسع أنشطتها الاستكشافية بمصر    محافظ أسيوط يتفقد مزرعتي بني مر وأبنوب الحمام لمتابعة سير العمل    170 ألف طلب، رئيس الوزراء يتابع حصاد جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال سبتمبر    جيش الاحتلال ينذر أهالي مخيمي البريج والنصيرات بإخلاء منازلهم تمهيدا لعملية عسكرية    الولايات المتحدة تضرب 15 هدفًا للحوثيين في اليمن    3 مستشفيات تخرج عن الخدمة في جنوب لبنان بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل    الصين تجلي أكثر من 200 من رعاياها من لبنان    وكيل قندوسي يدافع عنه: "لم يهاجم الأهلي ولماذا اسم هذان على شكوى ضده؟"    كلاتنبرج: لم يُطلب مني محاباة الأهلي والزمالك تحكيميا .. وحدوث هذا الأمر كارثي    بروزوفيتش ينتظر الظهور الأول مع بيولي في النصر    أشرف صبحي ومحافظ الغربية يتفقدان المنشآت الشبابية والرياضية بكفر الزيات    خاص- محامي أتشمبونج: فيفا سيخطر الزمالك بايقاف القيد    انتصار أكتوبر.. ملحمة بطولية سجلها المصريون بصفحات التاريخ    أجواء باردة وتراجع للحرارة.. الأرصاد تعلن حالة الطقس وتحذير للمواطنين    الكاوتش انفجر.. 13 مصابا في حادث ميكروباص بالمنوفية    في 24 ساعة.. شرطة التموين تضُبط 7 طن دقيق أبيض بلدي مدعم    ضبط قائد سيارة اصطدم بعامل تسبب في وفاته بمدينة نصر    8 وفيات و10 مصابين.. أسماء ضحايا انقلاب ميكروباص بطريق قنا- سوهاج    خبير تربوي: سيناء تشهد طفرة تعليمية والدولة تهتم بتأهيل الطلاب لسوق العمل    تعرضت لذبحة صدرية.. الحالة الصحية ل نشوى مصطفى بعد دخولها المستشفى    10 خطوات لتعويد الطفل الاعتماد على نفسه    «عشان متتصدمش».. 3 معلومات يجب معرفتها قبل مشاهدة فيلم جوكر 2    رئيس جامعة الأزهر: الله أعطى سيدنا النبي اسمين من أسمائه الحسنى    فضل الصلاة على النبي محمد وأهميتها    للتغلب على التحديات.. «الصحة» تبحث وضع حلول سريعة لتوافر الأدوية    نشوى مصطفى تكشف تفاصيل تعرضها لذبحة صدرية    بعد إصابة نشوى مصطفى- هكذا يمكنك الوقاية من الذبحة صدرية    شاهندة المغربي: استمتعت بأول قمة للسيدات.. وأتمنى قيادة مباراة الأهلي والزمالك للرجال    تقرير أمريكي: السنوار اتخذ مواقف أكثر تشددا.. وحماس لا ترغب في المفاوضات    «تنمية المشروعات» يضخ 2.5 مليار جنيه تمويلات لسيناء ومدن القناة خلال 10 سنوات    أنشيلوتي يحسم قراره بشأن مشاركة جولر أمام فياريال    محاكم الأسبوع، أبرزها إمام عاشور وأزمة شيرين عبدالوهاب مع روتانا    طريقة عمل الكرواسون بالشيكولاتة، الوصفة الأصلية    تعديل تركيب قطارات الوجه البحري: تحسينات جديدة لخدمة الركاب    "ثقافة مطروح " تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    ميدو: أكبر غلطة عملها الأهلي هي دي.. والجمهور حقه يقلق (فيديو)    أرسنال يخشى المفاجآت أمام ساوثهامبتون فى الدوري الإنجليزي    "إسلام وسيف وميشيل" أفضل 3 مواهب فى الأسبوع الخامس من كاستنج.. فيديو    برج القوس.. حظك اليوم السبت 5 أكتوبر: اكتشف نفسك    أوركسترا القاهرة السيمفونى يقدم أولى حفلات "الموسيقى الغنائية" اليوم بالأوبرا    إياد سكرية: صمت حزب الله عن نفى أو تأكيد مقتل هاشم صفي الدين تكتيكى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    ندى أمين: هدفنا في قمة المستقبل تسليط الضوء على دور الشباب    البابا تواضروس الثاني يجتمع بمجلس معهد الدراسات القبطية    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    «ممكن تحصلك كارثة».. حسام موافى يحذر من الجري للحاق بالصلاة (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدير المخابرات الحربية الأسبق: «السيسى» يضع برنامجه الانتخابى بنفسه.. وترشحه للرئاسة «عمل فدائى»
اللواء كمال عامر فى حوار خاص ل«الوطن»: المشير لا يملك أن يقول للشىء كن فيكون.. ولن ينجح دون دعم الشعب
نشر في الوطن يوم 13 - 03 - 2014

شغل عدداً من المناصب الحساسة فى المؤسسة العسكرية طوال الثلاثين عاماً الماضية، سواء أثناء عمله قائداً للقوات المصرية فى عمليات الخليج الثانية أو أثناء قيادته للجيش الثالث الميدانى، حتى أصبح مديراً لسلاح المخابرات الحربية والاستطلاع ليكون شاهداً على حوارات الغرف المغلقة والمعلومات الممنوعة من الخروج للرأى العام.
هو اللواء كمال عامر، رئيس التحرير الحالى لمجلة «الدفاع»، الذى تتلمذ على يده قادة القوات المسلحة الحاليون أثناء قيادته الميدانية لهم أو خلال تدريسه العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وعلى رأسهم المشير عبدالفتاح السيسى، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، الذى يمتد تاريخه العسكرى أثناء خدمته فى العديد من الوحدات والتشكيلات، إضافة إلى عمله فى إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع كرئيس لها، كما جمعتهما ظروف الدراسة بأكاديمية ناصر العسكرية العليا التى يشغل «عامر» منصب مستشار لها.
«الوطن» التقت اللواء كمال عامر ليتحدث عن طبيعة شخصية المشير عبدالفتاح السيسى وطريقة تفكيره وأسلوب تعامله وإدارته للأزمات والخطوات التى سيتخذها حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، إضافة إلى طبيعة التحديات والتهديدات التى تواجه مصر.
■ كيف بدأت معرفتك ب«السيسى»؟ وما رأيك فى شخصيته؟
- المشير عبدالفتاح السيسى كان رئيساً لعمليات إحدى الوحدات فى السلوم، حينما كنت قائداً لتشكيل بها، وكان يمثل مصدراً للفخر والاعتزاز بنفسه لما له من مواصفات، منها: أنه قائد لديه إيمان عميق بالله، عز وجل، ويجيد العمل فى صمت ويمتلك الرؤية التى تخدم أهداف المهمة التى يقوم بها، وذو عزيمة وإرادة قويتين تمكنانه من تحقيق أهداف العمل مهما كانت التحديات التى يواجهها، إضافة إلى أسلوبه الجيد فى التعامل مع مرؤوسيه ورؤسائه وزملائه؛ فهو يجمع بين الطيبة والهدوء والحزم، ولديه القدرة على التأثير الإيجابى فى مرؤوسيه وكل من حوله حتى يحقق معادلة النجاح، وهو شخصية متأنية غير متعجلة، هادئ فى كل أموره وقراراته، يحسب الأمور من كل زواياها قبل اتخاذ الإجراءات التى ينفذها، وذلك يجعله محترما من كل رؤسائه ومرؤوسيه.
■ ما تقييمك لعمله بالمخابرات الحربية خلال قيادتك لها؟
- كانت بداية انضمام المشير إلى الإدارة حينما كان عقيداً، واستعنا به لكفاءته المشهودة التى يتسم بها، وكانت تلك خطوة مهمة لدعم خبراته؛ نظراً لعمله فى فرع المعلومات، أهم أفرع الإدارة، الذى يعتبر قلب أى جهاز من أجهزة المخابرات لدوره فى تجميع المعلومات وتحليلها وإنذار الدولة والقوات المسلحة بالتهديدات والأخطار التى ستواجهها، بما يدعم خبراته المختلفة.
■ هل التقيت «المشير» خلال دراسته بالأكاديمية؟
- لم تنقطع صلتى به طوال الخدمة؛ نظراً لمكانته التى أعتز بها كزميل وضابط وقائد وطنى محترم، وقد شرفت بمعايشته خلال دراسته أثناء دورة أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وكان كعادته ذكياً قادراً على الاستيعاب والتطوير؛ ف«السيسى» أحد القادة القلائل فى القوات المسلحة الذين تقلدوا مناصب متعددة شملت كل المناصب القيادية فى سلاح المشاة، وعمله كملحق عسكرى فى السعودية، وتدرجه فى عدة مناصب حتى أصبح مديراً للمخابرات الحربية ثم قائداً عاماً للقوات المسلحة وزيراً للدفاع، إضافة إلى الخبرات المختلفة التى حصدها، سواء بتأهيله العلمى داخل مصر أو خارجها.
■ من يضع برنامجه الانتخابى المنتظر؟ وما أهم نقاطه؟
- لا بد أن يعلم الجميع أن «السيسى» يعتمد على الله ثم على نفسه فى وضع خططه وأفكاره ومنهجه فى العمل بسبب ثقته الكبيرة فى الله؛ فهو إذا قرر العمل يكون من خلال خطة ممنهجة.
■ علام سيعتمد «المشير» فى برنامجه الانتخابى ومعركته فى الترشح للرئاسة؟
- رأسمال «السيسى» يكمن فى إلمامه بالمشكلات التى تواجه مصر حالياً، إضافة لثقته فى الله وفى نفسه، فيستطيع أن يضع الخطوط العامة لمواجهة تلك المشكلات والتحديات التى تواجه البلاد مع وضع منهجية سليمة للعمل بها تتضمن مصارحة الشعب بالمشكلة وطلب عونهم والاستعانة بجهود المواطنين.
■ ما رأيك فى ترشحه للسباق الرئاسى؟
- المشير «فدائى»؛ لأن قبوله الترشح فى هذا الوقت فى ظل المشكلات المتعددة التى تواجه البلاد يمثل رغبة فى أداء دوره الوطنى لمصر تلبية لنداء شعبها.
■ البعض يبرر رفضه لترشحه برفض الحكم العسكرى وبمناداة ثورة 25 يناير بحاكم مدنى!
- لا تتنافى أبداً مسألة ترشحه مع ثورة 25 يناير؛ فمعظم العظماء الذين قادوا شعوبهم إلى آفاق التقدم كانوا يحملون خلفية عسكرية، أدعو هؤلاء لقراءة التاريخ؛ حيث سيجدون أن عشرات العظماء الذين قادوا شعوبهم لآفاق الرفعة والتقدم كانوا من الخلفية العسكرية فليراجعوا رؤساء الولايات المتحدة، سيجدون أكثر من 30 رئيسا ذى خلفية عسكرية، كما أن هناك الجنرال ديجول فى فرنسا وتشرشل فى إنجلترا، والعديد غيرهم ممن قادوا بلادهم إلى آفاق التقدم.
■ إذن، لماذا تربط بعض القوى ترشح ذوى الخلفية العسكرية ب«عسكرة الدولة»؟
- لأنهم يظنون أن الحكام ذوى الخلفية العسكرية «ديكتاتوريون»، لكن هذا التفكير خاطئ؛ فالخلفية العسكرية تكسب الحاكم كفاءة تمكِّنه من أخذ قرارات منهجية مدروسة، وأن يحكم بعقلية متعمقة من خلال مؤسسات الدولة المختصة حتى يصل للقرار السليم الذى يحقق النجاح والأهداف المرجوة منه، لا على أهواء شخصية عاطفية أو عنصرية أو قرارات ارتجالية وعشوائية أو سلوكيات متطرفة انفصالية تفتت الوحدة الوطنية، إضافة إلى أنه سيكون داعماً لنظام الحكم؛ لإلمامه وممارسته علوم الإدارة والاستراتيجية وأسس التخطيط والتنظيم والمتابعة ومنظومة البناء الوطنى التى نشأ عليها فى المؤسسة العسكرية.
■ هل سيكون «المشير» جاهزاً لمواجهة تلك التحديات حال فوزه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
- «السيسى» قادر على تحمل ومواجهة تلك التحديات؛ فلا يستطيع أن يقف فى وجهها سوى رجل واجه الشدائد والصعاب التى وصلت لإمكانية تضحيته بنفسه؛ فالشعب «اختار صح»؛ ف«السيسى» بطبعه مجاهد وقائد وتقى، لكن علينا أن ندرك أنه ليس بيده أو غيره عصا سحرية لحل مشكلات البلاد؛ لذلك فليستعد الشعب لإعادة بناء مصر بسواعده.
■ كيف سيواجه إذن تلك التحديات؟
- من خلال إدراكه لطبيعتها، إضافة إلى توجهه للشعب ليكون فى ظهره، فسيقف مع أبناء الشعب المصرى حتى يُخرجوا ما بأنفسهم من طاقات وإمكانات ليقودوا البلاد معاً، خطوة بخطوة؛ فهو يؤمن أن الدولة يجب أن تكسب عقول وقلوب مواطنيها لتحقيق أهداف الشعب فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ومن ثم سينطلق مع تفجير طاقات الشعب حتى يصبح المستحيل ممكناً وليصل لقمة عطاء الشعب؛ لنصل ببلادنا إلى التقدم والرخاء بعون الله وبفضله.
■ ما منهجيته فى تحقيق ذلك؟
- أعتقد أنه سيكون جاهزاً بخطة عاجلة للمشكلات الملحة والعاجلة التى تواجه الدولة، إضافة لخطة بعيدة المدى ترسم المستقبل لتعيدنا إلى مسيرة التقدم، ولنعود لحجمنا ومكانتنا الإقليمية والدولية التى لطالما عرفناها.
■ ما طبيعة تلك المخاطر والتحديات؟
- لا بد أن ندرك جميعنا أن مصر على امتداد تاريخها لم تواجه مثل الصعوبات التى تواجهها الدولة حالياً، التى تتصل بوحدة وتماسك الدولة، إلا أننا إذا أردنا التخصص فى المشكلات؛ فيمكننا تقسيمها إلى شقين، أولهما: المشكلات العادية التى تواجه كل الدول، مثل البطالة والعشوائيات والأزمة الاقتصادية ووجود فجوة بين الدخل القومى للبلاد وما نحتاجه لمواجهة المشكلات الاقتصادية الخاصة بنا والفقر وتدهور التعليم والبحث العلمى، وثانيهما: المشكلات المهمة، مثل أزمة الطاقة والأمن المائى المصرى، إضافة للتهديدات الدولية والإقليمية.
■ ما طبيعة تلك التهديدات؟
- منذ ثورة 25 يناير إلى الآن، تواجه مصر مشكلة حيوية وعاجلة؛ فنحن لم نكن مستهدفين للتجزئة والتقسيم مثل الآن، حتى فى عصور الاحتلال؛ فكنا حينها دولة مصر والسودان، وكنا متماسكين، الأخطار التى نواجهها حالياً تتعلق ب«حروب الجيل الرابع»، التى تعتمد على استهداف الروح المعنوية للشعب المصرى عن طريق الشائعات والطابور الخامس وبعض منظمات المجتمع المدنى وذوى المصالح المختلفة، إضافة إلى العملاء وسبل الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة، مثلاً مشكلة الضغوط المائية وتوجه البعض إلى أفريقيا واللعب فى دول حوض النيل ومحاولات قوى دولية وإقليمية توطين جماعات إرهابية فى سيناء لإنهاك مصر وإضعافها وتفتيت جيشها وقوتها، إضافة لمحاولة استقطاب بعض أبناء الشعب المصرى لتفجير المشكلات العرقية مثل أبناء النوبة وسيناء الشرفاء.
■ ماذا تعنى بكلمة «استقطاب» فى تلك الحالة؟
- أقصد بها محاولة إحياء بعض المشكلات الكامنة فى الدولة منذ مدة، وخير دليل على ذلك: مشكلة النوبة فى مصر؛ فحينما بدأت الدولة تهجيرهم بدأت بخطة متميزة بنقلهم بمراعاة العوامل الاجتماعية والتقاليد النوبية فجعلت البيوت متراصة بسابق كونها، وأسماء الشوارع كانت بالمثل، إلا أنه بعد خوضنا حرب 67 توقف استكمال الخطة نتيجة الموقف الاقتصادى، ما يستغله أعداؤنا حالياً من تعزيز روح الإثارة لدى المواطنين، إضافة إلى دفع بعض الفئات لرفع مطالب فئوية فى وقت غير مناسب لدى الدولة للتفاعل معها وعلاجها، ما يدفع لوجود احتقان فى المجتمع ويشتت جهود الدولة ويعرقل خططها.
■ هل ستتمكن الدولة من مواجهة خطط توطين الإرهاب فى سيناء؟
- مصر واجهت تحديات كبيرة من قبل، ونجحنا فى إنقاذ العالم من تحديات واجهته ولم يستطِع التصدى لها، وقفنا فى وجه الهكسوس والتتار والحروب الصليبية، حتى أسر شعب المنصورة الأبىّ ملك فرنسا لويس التاسع، كما خُضنا حروباً اعتبر العالم الانتصار فيها مستحيلاً ونجحنا فيها؛ فمصر فى التاريخ دولة عظمى، كما أننا نمتلك سلاحا ضخما لا تمتلكه أى دولة أخرى يتمثل فى تكاتف الشعب المصرى خلف جيشه والقوى الوطنية المخلصة، وهو ذو تأثير أكثر من أقوى الأسلحة، ما سيمكننا من التصدى لأى مؤامرات ضد بلادنا؛ فالمستحيل أمام العالم ممكن أمام المواطن المصرى، فالشعب وما لديه من قوة يحتاج حالياً إلى أن نوجهه بقيادة وطنية بخطط علمية لحل المشكلات التى تواجهه، إضافة للاستفادة بالخبرات العالمية، كما يمكننا الاستفادة من أبنائنا الموجودين بالخارج.
■ كيف يمكننا الاستفادة من الخبرات المصرية ووضع حلول لمشكلاتنا؟
- عبر الاستعانة بمراكز بحوث مؤسسية متخصصة لديها منهجية تحليل الأزمات وكيفية مواجهتها.
■ هل سيفعل «السيسى» ذلك؟
- لو قدر الله نجاح «المشير»، ستكون قيادة وطنية تعمل على توصيف مشكلات مصر وتكليف مجموعة متخصصة لوضع منهجية لحل كل منها بما يتناسب مع مصالح الشعب والدولة؛ فالإدارة المصرية بقيادة «السيسى» ستكون لديها العزيمة والدراسات فى مختلف مجالات الأزمات التى ستواجهها، مع وضع حلول منطقية لتنفيذها.
■ ما صحة ما نشرته بعض الصحف نقلاً عن مصادر بشأن تحذير الأجهزة السيادية ل«المشير» من الترشح لكى لا يكون عرضة للاغتيال؟
- «ماعرفش بيجيبوا الحاجات دى منين»، لكن أتظن أن تلك الأجهزة حينما تطلب من «المشير» ذلك فهل ستكون بالسذاجة لتتيح هذا الكلام للنشر؟ هو حديث غير دقيق.
■ لكن بعض الدول الغربية أبدت رفضها ترشحه للرئاسة!
- لا شك أن لمصر أعداءها الذين يرفضون تولى شخصية وطنية المسئولية، وأى قيادة وطنية سيكون عليها تحفظات من الغرب؛ لذا علينا أن ندير ظهورنا لتلك التوجهات والآراء لكى نعمل لصالح الوطن، فلن نبنى مصر لو شعرنا بالخوف من الغرب، والمشير لديه إيمان بالله وبأن الأعمار بيده وأن أحداً لن يستطيع أن يسلب عمره منه إلا بإرادة المولى، عز وجل؛ فحتى إن كانت تلك الأنباء صحيحة فلن تكون لتلك الأقاويل أى اعتبار له وسيضعها خلف ظهره.
■ هناك مخاوف من وقوف الغرب أمام توجهاته لتنمية البلاد!
- لن أقول سوى أن «من يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب»، كل هم «السيسى» هو حصر التحديات والعدائيات التى تواجه المجتمع للعمل على حلها لقيادة مصر لبر الأمن والأمان.
■ لكن تلك الخطوات تحتاج لتوعية الشعب بالمخاطر والتحديات التى تواجه الوطن.
- بالتأكيد.. أنا متيقن من أن «المشير» سيعمل بمبدأ المصارحة والمكاشفة بكل المشكلات والتحديات التى تواجه البلاد؛ فهو سيحمِّل الشعب معه مسئولية البلاد؛ فهو لا يملك أن يقول للشىء كن فيكون، لكنه يملك حسا وطنيا وإخلاصا وقدرة على تركيز جهوده لإعادة بناء مصر، لكن إذا لم يوجد الشعب معه، فلن ينجح فى إعادة بناء مصر بالشكل المأمول دون دعم وإيمان وعزيمة الشعب.
■ ما خطوات «المشير» بعد المصارحة بالمشكلات؟
- سيختار قيادات وطنية مخلصة معاونة فى كل مواقع الدولة تتناسب مع المهام والواجبات المطلوبة منها، ثم سيعمل على تفجير طاقات المواطنين، إضافة للعمل بالمنهج العلمى لحل كل المشكلات التى تواجه البلاد.
■ لكننا فى مجتمع عانى أبناؤه على مدار سنوات من الإهمال وسيكون إحياء قدراتهم صعبا!
- هذا صحيح؛ فعلى الجانب الاجتماعى سنكون فى حاجة ماسة لإعادة بناء الإنسان وتقوية الروابط بينه وبين المجتمع بأسبقية الاحتياجات الفطرية من إيجاد طعام كافٍ وصحى لكل المصريين وتوفير وسائل مواصلات آدمية دون المعاناة اليومية، إضافة لحلول عاجلة للقضاء على الأمية والفقر وتوفير فرص عمل والعدالة فى توزيع الخدمات العلاجية دون استغلال أو فساد، مع تطوير مستوى التعليم من حفظ إلى علم إبداع وتقنية حديثة تفجر إمكانات وطاقات الدارسين.
■ لكننا عانينا -خلال عام من حكم الإخوان- نشر أفكار متطرفة
- أعتقد أننا سنواجه ذلك عبر نشر ثقافة التسامح والفكر المعتدل لإنارة العقول، ونشر دعوة دينية تنير القلوب، مع غرس أخلاق سمحة تضىء الروح، إضافة إلى إصلاح الخطاب الدينى وإطلاق الإعلام الدينى الهادف.
■ كيف يرى «المشير» طبيعة التعامل مع الإخوان فى المرحلة المقبلة؟
- أعتقد أن الشعب بمثقفيه وعلمائه وليس «السيسى» وحده يرون أن من تلوثت يده بالدماء لن تحدث معه عملية المصالحة إلا إذا كانت هناك نية مخلصة للعودة للصف الوطنى والمشاركة فى بناء الوطن؛ ففى تلك الحالة الطريق واضح أمامهم.
■ ما هذا الطريق؟
- الاعتراف بما اقترفوه من جرائم والتعويض عن الجرائم والاعتذار والطلب من الشعب أن يسامحهم على ما جرى وإبداء النوايا الحسنة والعزيمة المخلصة للبناء والتخلص من أى انتماء للخارج أو أى قوى غير وطنية أو جماعات خارج الوطن.
■ هذا الحديث ينطبق على قيادات الإخوان جميعهم؟
- ينطبق على من لم يرتكب إثماً منهم؛ فهناك أعضاء مضللون من الجماعة، إذا أعلنوا استنكارهم تلك الأعمال الإرهابية فستحدث مصالحة بينهم وبين الشعب، وذلك واضح فى مثال إرهاب التسعينات، فتم علاج الفصائل المتطرفة عبر جلسات من الأزهر وعلماء الدين، وأصبحوا مواطنين صالحين فى المجتمع.
■ هل يمكن أن تحدث تلك المصالحات مع قيادات الإخوان المحبوسين حالياً؟
- يمكن أن تحدث مع بعض الفئات التى ستتوب عن المسلك الذى كانت فيه، وتعلن تبرؤها من الجماعة، وتعلن أنها تدين بالولاء لهذا الوطن، وقتها يمكن أن يحدث ذلك معها؛ فالمصالحة بيد الشعب وليس أى قيادة ستقود البلاد فى المرحلة المقبلة.
■ هل ستتركه الإدارة الأمريكية بعدما أفشل مخططهم فى الشرق الأوسط؟
- «السيسى» لم يعلن أن له موقفا عدائيا مع الولايات المتحدة، لكننا تربطنا علاقة استراتيجية بهم؛ ف«المشير» يدرك ضرورة الحفاظ على علاقات متوازنة بين كل الدول وليس استبدال قوة إقليمية بأخرى، فنحن دولة تعمل على إقامة علاقات مع كل الدول العالمية المحبة للسلام، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وإذا لم تكن تلك العلاقات متميزة فلتكن على أقل تقدير جيدة؛ فنحن ليس فى صالحنا فى معركتنا لتنمية البلاد أن نعادى أحدا أو نتنافس فى إطار قوة أمام أخرى، لكننا دولة محورية تشع الأمن والسلام للعالم شريطة الحفاظ على كرامتنا واستقلال قرارنا، مع ضمان معاملتنا بمبدأ الندية.
■ لكن زيارة «السيسى» و«فهمى» ل«موسكو» فُسرت بأننا نقوّى جيشنا استعداداً لمعارك مستقبلية إذا حدثت!
- لا بد أن يعلم الجميع أننا نعتمد فى تسليحنا على أكثر من مصدر، أولها: التسليح الشرقى القديم الذى وصل بلادنا بعد ثورة يوليو 52، ما بنى عليه جيشنا سلاحه وخاض به حرب 6 أكتوبر، إضافة لمنظومة تسليح مصرى عبر قاعدتنا من الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربى، والسلاح الروسى توقف فترة إلا أنه عاد فى الثمانينات وتمثل فى «كبارى» ومنظومة دفاع جوى ومروحيات، وتستمر تلك المنظومة حتى الآن، لكنها ليست فى مستوى مرحلة ازدهار العلاقات المصرية - السوفيتية، ونحن فى جيشنا نعمل على تطوير تلك الأسلحة الشرقية، والتحديث يحتاج مرونة؛ فنحن نحصل على بعض الأسلحة من ألمانيا والصين والهند، وتلك منظومة تعمل بها جميع دول العالم فى إطار المصالح المشتركة دون تنافس أو تحدٍّ أو عدائيات، لكننا نعمل فى إطار السلام لصالح تأمين مصر، مع التأكيد أننا لن نكون دولة معتدية، كل ذلك لا يجعلنا ننسى علاقتنا مع الدول العربية ومنظومة الأسلحة الموجودة معها؛ ففى حرب أكتوبر مثلاً كانت جميع الأسلحة العربية متاحة لنا، لكن ذلك ليس معناه التنازل عن علاقتنا بالولايات المتحدة.
■ هل تتضمن خطتنا إحياء منظومة صناعة الأسلحة فى مصر؟
- كلمة «إحياء» فى غير محلها فى هذا الشأن؛ فأحدث دبابات فى العالم تُصنع فى مصر بالتنسيق مع أمريكا، كما تُصنع مدافع مصرية فى مصانع الهيئة العربية للتصنيع، وعدد من الذخائر والصواريخ، إلا أننا نحتاج إلى إنعاش الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربى لإعادة تصنيع بعض الأسلحة؛ فمثلاً القاهرة 30، طائرة بدأنا تصنيعها فى الستينات، لكننا توقفنا والهند طورتها، فيمكننا إحياء ذلك، كما أنه علينا أن نصنع بعض الأسلحة والمعدات ذات التكنولوجيا المتقدمة والمحظور تداولها فى سوق السلاح العالمية مثل أجهزة الحرب الإلكترونية التى يجب عليك صناعتها وتطويرها بفكرك وليس بجهودهم، وأعتقد أنه سيكون أول تعاون لنا مع روسيا هو التعاون العسكرى التقنى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.