قررت السلطات العراقية، مساء اليوم، إعادة إغلاق المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تضم مقار حكومية والسفارة الأمريكية، بعدما أعيد فتحها في يونيو الماضي، فيما تتواصل المظاهرات في محيطها، بحسب ما قال مصدر حكومي لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس". وانتشرت المدرعات العسكرية وعناصر أمنيون عند المداخل والطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء، بحسب المصدر نفسه. ويتخذ المتظاهرون في بغداد من ساحة التحرير نقطة انطلاق لمظاهراتهم، والتي لا يفصلها عن المنطقة الخضراء سوى جسر لعبور نهر دجلة. من جانبه، وجه وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري، اليوم، بتأهب جميع القطاعات العسكرية للحفاظ على سيادة الدولة والمنشآت الحكومية والأهداف الحيوية والسفارات والبعثات الدبلوماسية كافة، ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن وزير الدفاع دعوته إلى "ضرورة ضبط النفس". ويأتي ذلك فيما عقدت الرئاسات الثلاثة: رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي اجتماعا عاجلا "لبحث آلية الاستجابة لمطالب المحتجين". وأعلنت السلطات العراقية فرض حظر تجوال في محافظة ذي قار جنوب البلاد، في اليوم الثاني للاحتجاجات التي تجتاح مناطق متفرقة منها العاصمة بغداد، ونقلت الوكالة دعوة محافظ ذي قار إلى التهدئة وضبط النفس والتعاون مع القوات الأمنية، للحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة. وأشارت مصادر أمنية في المحافظة، إلى وقوع اشتباكات بالأسلحة بمدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، بين المحتجين وقوات الأمن، وحسب مصادر "سكاي نيوز عربية" الإخبارية، تشارك قوات مكافحة الإرهاب القوات الأمنية في إحكام السيطرة على الناصرية، وكشفت "سكاي نيوز عربية"، أن المتظاهرين اقتحموا مبنى محافظة ذي قار، التي تعج بالاحتجاجات على خلفية المطالب بمواجهة الفساد وتحسين ظروف المعيشة ووقف التدخل الأجنبي في الشأن العراقي. إلا أن وسائل إعلام عراقية أشارت لاحقا إلى أن قوات الأمن استعادت السيطرة على مبنى المحافظة، وأكد بيان لمجلس الأمن الوطني على"حرية التظاهر والتعبير والمطالب المشروعة للمتظاهرين"، مستنكرا "الأعمال التخريبية التي رافقت التظاهرات". وشدد المجلس الأمن الوطني، على "اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، وكذلك تحديد قواطع المسؤولية للقوات الأمنية"، مشيرا إلى "تسخير كافة الجهود الحكومية لتلبية المتطلبات المشروعة للمتظاهرين". وقتل متظاهر وشرطي مساء اليوم، في مدينة الناصرية التي تبعد 300 كيلومتر جنوببغداد، ما يرفع حصيلة الاحتجاجات خلال 24 ساعة في العراق إلى سبعة قتلى، وأشار مدير عام دائرة الصحة في محافظة ذي قار وكبرى مدنها الناصرية، عبد الحسين الجابري إلى أن الرجلين قتلا مساء اليوم، بالرصاص، من دون أن يتمكن من تحديد مصدر النيران.