أكد أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق، أن إسرائيل خلال الفترة الأخيرة تثقل العيار في ضرباتها لأهل غزة، موضحًا أنه على الجانب الأخر حركة حماس تشعر بقدر من العزلة الشديدة لأن قطر المناصرة للحركة هي أيضًا تحت ضغط عربي وقريبة من العزلة. وأوضح أبو الغيط، خلال استضافته ببرنامج "الحياة اليوم"، الذي يقدمه الإعلامي عمرو عبدالحميد، أن إطلاق الصواريخ من قبل حماس على إسرائيل هو عبارة عن أن الحركة تطلب من إسرائيل عملا عسكريا ضدها، وكأنها تدعو إسرائيل لضرب قطاع غزة، مشيرًا إلى أن ما تفعله حماس تكرر في عام 2008 و 2009 و 2012. وقال الوزير: إن الخطورة اليوم تكمن في أن حماس لا يوجد لها من يدافع عنها، منوهًا بأنها تحاول أن تقول لمصر لا تتركي القطاع بمفرده، لافتًا إلى أنها تريد وضع مصر في هذا الوضع، وبالتالي يكون على مصر التدخل، مؤكدًا أن حماس تتصرف بطريقة "خلط الأوراق" وهي لعبة مفهومة، وخطرة للغاية لأن أهل غزة هم من سيدفعون الثمن. وتابع: "عزلة قطر مع عزلة حماس ستجعلهم يبحثان عن العطف المصري عليهم"، موضحًا أن إطلاق الصواريخ من جانب حماس على إسرائيل تأثيره محدود، وسيضطر إسرائيل لشن ضربة قوية على أهل غزة. وتحدث أبو الغيط عن أن مصر ستتحرك إذا الأمور تدهورت بقطاع غزة، منوهًا بأن الأوضاع في سيناء غير مستقرة، قائلًا: "وقتها يجب على الحكومة المصرية التدخل للسيطرة على تدهور الأمور". وأكد أبو الغيط أن أقوى التحديات التي تواجه مصر في الفترة الحالية هو الموقف الغربي غير المواتي لثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى أن التحدي الثاني يكمن في بناء سد النهضة الإثيوبي. واستطرد الوزير: "موقف الغرب من ثورة 30 يونيو ليس مفهوما تجاه الحكم الانتقالي"، موضحًا أن فوز الرئيس القادم بالرئاسة سيجعل الأمور واضحة وشفافة، قائلًا: "وقتها لن يستطيع أحد أن يقول أين الشرعية". وأعرب أبو الغيط عن تمنياته للمشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، بالفوز برئاسة الجمهورية، لافتًا إلى أن الغرب يجب عليهم أن يتعاملوا مع السيسي كرئيس منتخب للبلاد لأن هذا منطق الأمور، موضحًا أن واشنطن تعلم أن ثورة مصر هي التي أجهضت الخطة الأكبر لكامل الإقليم بداية من أفغانستان وحتى الجزائر. وأضاف: أن تعامل مصر مع الإخوان والجماعات المناهضة لما حدث في مصر سيجعل واشنطن تتحدث عن حقوق وحريات الناس، موضحًا أن هذا سيخلق جانبا من التوتر مع واشنطن، خصوصًا أن مصر لن تترك سيناء للجماعات الإرهابية. وطالب أبو الغيط الشعب المصري بالوقوف خلف المشير السيسي لتكوين ظهير شعبي قوي، ضد أي مخطط خارجي ضد مصر، واصفًا السيسي بأنه رجل حكيم ومتعلم وله قطاع عريض من الشعب المصري يؤيدهه، مضيفًا: "السيسي فعل ما فعله السادات بعد أخذه قرار حرب أكتوبر". ووصف الوزير الموقف الأمريكي والغربي بأنه "بوشين" ومتناقض ومنافق من ثورة 30 يونيو بمصر، مرجعًا السبب في ذلك لأن أمريكا تعاملت مع أزمة أوكرانيا بشكل مختلف عن مصر، موضحًا أنها دعمت حركة بعض الجماهير الذين لا يتعدون 20 ألف متظاهر، بينما في ثورة 30 يونيو أرادت أن تغفل إرادة 30 مليون مواطن مصري. وأشار أبو الغيط إلى أن مخطط الشرق الأوسط يستهدف تقسيم الوطن العربي بالكامل بعد تقسيم وإسقاط جيش العراق، منوهًا بأن الجيش السوري تفكك وسقط وكذلك الجيش الليبي، لافتًا إلى أن التقسيم هدف المخطط. وأكد الوزير أن الرئيس الأسبق حسني مبارك كان وطنيًا، موضحًا أنه تحدث معه لعدة مرات عن مسألة التوريث فقال له مبارك: "هو أنا مجنون عشان أدخل ابني سجن الرئاسة"، مؤكدًا أن المشكلة الأساسية تكمن في طول المدة التي قضاها مبارك في السلطة لأنها زادت عن حجمها وخلقت له أعداء.