تدق الساعة السادسة صباحاً، كعادتها اليومية، وعلى فراش النوم، تستيقظ السيدة الستينية من نومها بإطلالة حماسية، تنظر إلى صور المشير عبدالفتاح السيسي التي تملأ جدران الغرفة، رافعة يديها بالتحية العسكرية وسط أعلام مصر التي تضعها بجانبها، وتبدأ في تصفّح مجموعة الجرائد التي اعتادت أن تقرأها منذ طفولتها، صوت نشرات الأخبار تدوي في أركان المنزل، منادية بصوت عالٍ "تعالوا يا أحفادي عشان تسمعوا أخبار بلدكم، النشرة هتبتدي". "سيدة عبدالعظيم"، مواطنة مصرية، اعتادت أن تجمع أحفادها يوميًا حولها عندما تأتي إجازة العام الدراسي، حتى تحكي لهم قصص التاريخ التي غابت عن مشهد الواقع، "لازم يعرفوا تاريخ بلدهم، أومال يبقوا مصريين إزاي؟"، تدخل حفيدتها مسرعة إلى الغرفة لترد نداء جدتها "حاضر يا ماما سيدة، كما تعودوا مناداتها، هقولهم كلهم وهنيجي"، تجمّعوا في دائرة حول الجدة مستمعين قصة اليوم "النهاردة هنتكلم عن بطل جمع بين الرئيس الراحل أنور السادات وجمال عبدالناصر اللي حكيت لكم عليهم المرات اللي فاتت، بس ادعوا الأول يا رب السيسي يبقى رئيس مصر القادم، عشان هو اللي جاب السلام لمصر زي السادات وقضى على الإخوان ولسه بيحارب الإرهاب اللي جوه البلد زي عبدالناصر"، حسب الجدة. بصوت منخفض، بدأت "سيدة" روايتها عن المشير السيسي وهي تجلس وسط أحفادها، "الراجل اللي انتم شايفينوا في الصورة ده، راجل أسد بمعنى الكلمة عشان بيخاف على بلده وشايف مصر غالية، وبيحمينا من الإرهاب اللي بيموت كل يوم ناس كتيرة مننا"، مضيفة "انتم عارفين يا ولاد؟، أنا كنت الأول مش بحب السيسي وبكرهه لما مرسي جابه وزير دفاع، كنت فاكراه إخواني زي اللي جابهم وكنت بدعي ربنا يسترها على البلد والجيش اللي جدكم ومعظم عيلتنا فضلوا طول عمرهم فيه يحاربوا أي عدو زي غيرهم عشان مصر تفضل فوق الجميع وقد الدنيا"، موضحة "وبعد كده عرفت إني ظلمته لما لقيته وقف في وش المدفع اللي هما الإخوان، ومش خاف من حاجة مع إن مرسي هو اللي حطه في منصبه ده إلا إنه مش خاف على أي حاجة غير على مصر وشعبها، لحد ما رجعنا من تاني عندنا الأمل إن مصر هتبقى أحسن بالرغم من كل اللي بيحصل والناس اللي بتموت، بس ده هيبقى وقت وهيعدّي أول ما يترشّح السيسي للرئاسة وبإذن الله يبقى رئيسنا اللي ناس كتيره بتتمناه"، وتابعت حديثها: "على طول بدعي للسيسي إن لو فيه خير ليه ولينا ويبقى الريس يكتبها ليه، لكن لو هيموتوه ومش هيسيبوه زي السادات يبقى يفضل في مكانه عشان مصر محتاجة له".