تشدد حزب النور وتزمت أفكار مؤسسيه وأعضائه لدرجة رفض بعضهم التعامل مع المرأة حتى لو كانت مذيعة أو صحفية، يبدو متناقضاً مع المهمة الرئاسية الجديدة التى أسندت للدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور السلفى الذى اختير مساعدا للرئيس لشئون التواصل المجتمعى. المنصب الجديد الذى لم تتضح صلاحياته واختيار سلفى لإجراء تواصل مجتمعى مع كافة القوى السياسية ومع المواطنين، يراه المهندس أحمد بهاء الدين شعبان وكيل مؤسسى حزب الاشتراكى المصرى، غير موفق من جانب الرئيس وقال: «التواصل المجتمعى تعبير هلامى ومائع، ومنصب يفتقر إلى أى صلاحيات أو توصيف لأى مهام»، مؤكدا أنه إذا كان المنصب يعنى بدء حوار مفتوح مع كافة قوى المجتمع المدنى وكل الاتجاهات السياسية النشطة من أجل التوصل إلى رؤى مشتركة فى المرحلة المقبلة فإن اختيار الدكتور عبدالغفور لهذا المنصب جانبه التوفيق. محدودية الخبرة والمرجعية السلفية التى تحكم حزب النور واتسامها بالتشدد.. هى أول العقبات التى رأى شعبان أنها ربما تقف عائقا أمام قيام «عبدالغفور» بمهام منصبه: «د. عماد لم تكن له أى علاقة نشطة بأى قوى سياسية قبل الثورة وعلاقته كلها محصورة فى دائرته السلفية». على الرغم من توضيح «عبدالغفور» على صفحة حزب النور على «الفيس بوك» بأن نقل هموم ومشاكل الشارع المصرى لمؤسسة الرئاسة وحل المشكلات المجتمعية والاضطرابات والملفات الملتهبة، ستكون ضمن ملفاته، فإن ذلك دفع وكيل مؤسسى حزب الاشتراكى إلى التساؤل عن دور الوزارات والاتحادات العمالية ومؤسسات الدولة التنفيذية ومنها المخابرات: «هل نتوقع نجاح شخص واحد فى مهمة فشلت بها العديد من أجهزة الدولة على مدى أكثر من ثلاثة عقود». «أيدولوجية الحزب لن تحكمنا».. د. يسرى حماد المتحدث الرسمى باسم حزب النور ينفى تأثير توجهات الحزب على الطوائف التى يتواصل معها: «المخاوف التى يثيرها البعض ضدنا هى شخصية وليست مجتمعية». سبب البلبلة كما أوجزها حماد يرجع إلى كون المنصب مستحدثاً وليس له سابقة فى التاريخ السياسى: «المجتمع المصرى أكثر اطمئنانا للتيار الإسلامى؛ لأن التيار العلمانى لم يحدث على يديه أى تقدم حقيقى فى أى مجال».