"بنتصدّق على فقراء، وبنزور دور أيتام، وبنأكّل حيوانات جائعة" هكذا مهّدت كلاً من آية عصام ونورهان عبدالرؤوف، لفعاليتهما التابعة إلى جمعية "رسالة"، والتي حاولت أن تبرز شكلاً جديدًا من أشكال الرحمة والأعمال الخيرية التي لا يعرفها الكثيرون. "ناس كتير بتستغرب من الفعالية، وفاكرين إن إطعام حيوان في الشارع حاجة تافهة في حين إنه من أهم معاني الرحمة اللي ممكن الواحد يعملها"، تتحدث آية عصام التي فرّقت بين التصدّق على إنسان يستطيع أن يقول كلمة شكر، وأن يتذكّر المعروف، وبين الرفق بحيوان غير عاقل، لن يقول شكرًا أو يثني على المساعدة: "إطعام الحيوانات معناه إن القلب عامر بالرحمة والخير، وإن صاحب المبادرة مش منتظر شكر ولا ثناء وده جزاؤه كبير جدًا عند ربنا". الفعالية التي انطلقت يوم السبت الماضي لم تلقَ حضورًا يذكر، على الرغم من وصول عدد المهتمين بها إلى 130 شخصًا على صفحة التواصل الاجتماعي الداعية للفعالية: "مش زعلانين، دي مجرد بداية وإن شاء الله هانكرر الفعاليات مرة تانية، وبالفعل ناس كتير شافت الصور وقررت تشارك معانا المرة الجاية". البداية المتواضعة في مدينة نصر لم تكن الأولى أو الأخيرة في محاولات إطعام حيوانات الشارع، نورهان شريف، من الإسكندرية، تقوم بذلك أيضًا دوريًا يوميّ الخميس والجمعة من كل أسبوع: "أنا وناس متطوعين بننزل كل يوم خميس وجمعة نحط أكل للحيوانات، مش ضروري نجيبلهم أكل جاف معلّب، ممكن نجيب سمك بلطي ونسلقه ونحط عليه عيش وياكلوا". في المندرة وكامب شيزار والعديد من المناطق الأخرى يكون توزيع الطعام، خاصة في الأيام الباردة: "مش بس بنحطّلهم أكل، كمان بنبص عليهم لما يتجمّعوا على الأكل لو فيهم قطة أو كلب تعبانين أو متعورين بناخدهم نعالجهم" على عكس المتوقع، لا تلقي نورها وزملاؤها من المتطوعين سخرية تذكر: "محدش بيكلمنا، لكن في ناس بتنضم لينا وتساعدنا، نفسنا الناس تربي ولادهم على حب الحيوانات وإطعامهم، لو دا حصل مش هايبقى عندنا مجرمين في المستقبل، التعامل مع الحيوانات بيخلّي القلب رقيق، وبيفكرنا إن كلب أو قطة ممكن يدخلونا النار أو الجنة".