دول عربية كثيرة عانت من التدخلات القطرية التي أثارت انقسامًا وفوضى بسبب ممارسات النظام القطري الذي يتعمد إثارة الفتن في الدول العربية المحيطة بها، فهي "المسيخ الدجال" العصر. وبعنوان "قطر تشعل الاحتجاجات ضد السيسي عبر الجزيرة، بهدف القضاء على النظام المصري"، نشر معهد الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية، ومقره واشنطن العاصمة الأمريكية، تقريرا اليوم، بشأن ما وصفه محاولة قطر لإسقاط النظام المصري. وبدأ التقرير بالإشارة إلى أنه في يوم الجمعة الموافق 20 سبتمبر 2019، خرج بعض المواطنين إلى الشوارع في عدد من المدن المصرية من أجل التظاهر، مشيرة إلى أن السبب المباشر لاندلاع الاحتجاجات المفاجئة الادعاءات والدعوات التي وجهها المقاول الهارب، بعد مغادرته مصر، إذ بدأ في نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي هاجم خلالها النظام المصري. أضاف التقرير أن وسائل الإعلام القطرية منحت مساحة واسعة لتغطية فيديوهات المقاول الهارب، غطت وسائل الإعلام القطرية، خصوصا قناة "الجزيرة"، المعادية للنظام المصري، الاحتجاجات على نطاق واسع، بل وشجعتها بنشاط، فمنذ ظهور فيديوهات المقاول الهارب، في اليوم الأول، بثتها ضمن حوارات كاملة في الاستوديوهات، كما بثت تغطية حية للاحتجاجات، من عدة مواقع، وحثت المصريين على إرسال مقاطع فيديو للأحداث. وذكر التقرير أن موظفي ومذيعي الجزيرة القطرية وصفوا على "تويتر" الأحداث بأنها موجة من الاحتجاجات الشديدة التي تجتاح مصر وحثوا المصريين على مواصلتها، وغرد بعضهم بالأخبار المزيفة، وادعوا أن النظام المصري كان يتأرجح وأن الرئيس المصري، الذي سافر إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، فر من مصر وربما لن يعود. في هذا الإطار، يستعرض تقرير المعهد ما وصفه ب"التغطية المائلة ومحاولة تصعيد الاحتجاجات من قبل قناة الجزيرة ومراسليها"، ورد النظام والإعلام المصري على ذلك، تحت عنوان فرعي "تغطية واسعة للجزيرة للاحتجاجات في مصر"، وأشار التقرير إلى أن شبكة الجزيرة، وخصوصًا قناة الجزيرة مباشر، قدمت منصة واسعة لمقاطع فيديو المقاول الهارب منذ ظهوره، في الأسابيع التي سبقت اندلاع الاحتجاجات، وبثت القناة الفيديوهات بالكامل، وأجرت مناظرات استوديو حول مزاعمه، بمشاركة نقاد بارزين للنظام المصري، مثل الكاتب علاء الأسواني أو العالم والمستشار الرئاسي السابق عصام حجي. وأوضح التقرير في اليوم الأول من الاحتجاجات، أن قناة الجزيرة مباشر قدمت تغطيتها على نطاق واسع، حيث بثت لقطات حية من عدة مواقع، بما في ذلك مدن القاهرة ودمياط والمنصورة والسويس والإسكندرية. كما بثت مقابلة عبر الهاتف مع المقاول الهارب، وفي اليوم الثاني من الاحتجاجات، استمرت التغطية الحية من عدة مواقع، لكن على نطاق أصغر، بسبب النطاق الأصغر للاحتجاجات. كما غطت القناة حملات وسائل التواصل الاجتماعي والهاشتاجات التي رافقت الاحتجاجات، مثل "ميدان التحرير" و"ثورة الشعب"، بالإضافة إلى بث الأحداث داخل مصر، في 21 - 22 سبتمبر، حيث بثت القناة احتجاجات ومظاهرات خارج السفارات والقنصليات المصرية في أوروبا والولايات المتحدة "في لندنونيويورك وبرلين وميلانو وأماكن أخرى"، كما بثت لقطات من القنوات المصرية وناقشت تغطية وسائل الإعلام المصرية للأحداث. على وسائل التواصل الاجتماعي، شجع مقدمو قناة الجزيرة والمراسلون الاحتجاجات المناهضة للسيسي، ونشرت شبكة الجزيرة وبعض مستضيفي البرامج الحوارية ومقدميها، وكذلك الصحفيين القطريين، عبر صفحاتهم على تويتر، العديد من التقارير والتعليقات التي وصفت الأحداث في مصر بأنها موجة شديدة من الاحتجاجات ضد السيسي التي تجتاح المدن وتحشد الدعم الدولي، كما حثوا المصريين على مواصلتها. وادعت العديد من التغريدات أن الشعب المصري "كسر حاجز الخوف" وأن نظام السيسي كان يترنح، وجرى نشر التغريدات تحت هاشتاج "ميدان التحرير" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و"السيسي يغادر"، وتضمنت بعض المعلومات الخاطئة. بحسب معهد الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية، فقد لعب مقدمو الجزيرة دورا واضحا في تشجيع الاحتجاجات على سبيل المثال، قام مذيع الأخبار عثمان آي فرح بالتغريد على حسابه الشخصي: "نحن لسان حال الشعب المصري، أيوه بنقول إن الشعب يريد إسقاط النظام ".. وهنقول ده تاني مش عشانا.. عشان مصر، أنتو فاكرين أنكم لم تتكلموا بالباطل حتخوفونا؟ لا". وادعى المذيع أحمد منصور في تغريدات متعددة أن نظام السيسي كان يترنح، على سبيل المثال، في 21 سبتمبر، كتب: "السيسي ركب طائرته متجها إلى نيويورك ليس من أجل حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أعلن، ولكن لمراقبة الوضع من الخارج والبحث عن ملجأ بعد ما أبلغ أن الشعب سيكسر حاجز الخوف وسينزل للشوارع ليطالب بسقوطه، وقد نزل الشعب الشوارع ولو تواصلت التظاهرات لن يعود السيسي إلى مصر". وقدم مذيع آخر من قناة الجزيرة، جمال ريان، تغريدة مماثلة في 20 سبتمبر، كتب: "وداعا، السيسي.. يبدو أن المصريين سيسقطون السيسي في غضون أسبوع"، وفي اليوم التالي، نشر أربعة استطلاعات لسيناريوهات على حسابه، وكلهم حول موضوع سقوط النظام المصري. وسأل في استطلاع: "ما هي الدولة التي ستكون على استعداد لمنح حق اللجوء للرئيس المصري وعائلته؟ وكخيارات أدرج المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وإسرائيل. وفي 23 سبتمبر، نشر ريان استطلاع آخر، سأل فيه: "ما نوع النظام الذي سيقبل به الشعب بعد إسقاطه النظام المصري؟". كانت الخيارات هي "الديكتاتوري العسكري" و"جمهوري الدستوري" و "الملكي الدستوري" و"النظام البرلماني الحكم فيه للشعب". وامتد الأمر إلى محاولة الإيحاء بانقسامات داخل الجيش المصري والدعوة لإنقلاب الضباط على الرئيس المصري، ففي تغريدة يوم 21 سبتمبر، حث أحمد منصور ضباط الأمن المصريين في مواقع الاحتجاج على المصالحة مع الشعب المصري ودعم حريتهم. وقال في إحدى تغريداته: "السيسي يخشى ضباط القيادات الوسطى والصغرى في القوات المسلحة.. لو خرج بعض هؤلاء بزيهم العسكري ليعلنوا انحيازهم للشعب ضد السيسي ونظامه الفاسد، فلن يجد قادة الجيش الكبار بدا من الانحياز للشعب والتضحية بالسيسي، أذكر في مليونية يوم 20 أبريل 2011، عندما انضم بعض الضباط للشعب في ميدان التحرير وأصيب قادة الجيش بالرعب". وأشار التقرير إلى كذب ادعاءات أحمد منصور الذي حاول نشر شائعات زائفة منها أن رجال النظام المصري كانوا يتدفقون إلى المطارات لأن النظام كان ينهار، حيث كتب: "مطارات مصر تزدحم بالهاربين من رجال السيسي وكبار اللصوص.. في تغريدة أخرى، حث المصريين على التحرك ضد النظام، وطلب من المعارضة المصرية في أوروبا والولايات المتحدة تنظيم مظاهرات تضامنا مع المتظاهرين في مصر". وفي 18 سبتمبر، دعت قناة الجزيرة مباشر المصريين إلى تصوير مقاطع فيديو للأحداث في مصر وإنشاء خط ساخن على الواتس آب لإرسالها إليهم، وجرى الإعلان عن الخط الساخن على حساب "تويتر" لمقدم الجزيرة حسام يحيى، تحت أكثر من هاشتاج معادٍ للنظام المصري، وحثت "ابتسام آل سعد"، كاتبة عمود في صحيفة الشرق القطرية اليومية، المصريين على النزول إلى الشوارع والمطالبة بإسقاط النظام، في تغريدة بتاريخ 20 سبتمبر. وانتهى التقرير بالإشارة إلى دور الإعلام المصري في كشف التغطية غير الموضوعية للقنوات القطرية والتي تخدم في النهاية مصالح جماعة الإخوان.