تظاهر آلاف المعارضين، وهم يقرعون على أواني الطبخ، في شوارع كراكاس، أمس، وعدد من المدن الفنزويلية الأخرى، احتجاجا على نقص المواد الغذائية، في بلد يشهد منذ أشهر توترا، قُتل خلاله 20 شخصا. وكتب على لافتة، رفعت في المسيرة في كراكاس، التي شكلت النساء أغلبية فيها:"غير متوفر، غير متوفر، غير متوفر"، في إشارة إلى النقص المزمن في المواد الأساسية، في هذا البلد النفطي الغني. ودعا أبرز قادة المعارضة، حاكم ولاية ميراندا أنريكي كابريليس، الذي هزم أمام الرئيس نيكولاس مادورو، بفارق 1.5 نقطة في الانتخابات الرئاسية، التي جرت في أبريل الماضي، إلى هذه التظاهرات. وسار كابريليس حوالى 500 متر، بين أنصاره، المتحمسين في التظاهرة، التي جرت وسط مراقبة دقيقة للشرطة والأمن. وقال كابريليس، الذي نجح في جمع عشرات الآلاف من الأشخاص في شوارع كراكاس، في 22 فبراير الماضي، :"نتظاهر ضد النقص في المواد، الذي تسببت به الحكومة". وأضاف أنهم:"يتجاهلون المشاكل، وما يهمها (الحكومة)، هو المواجهة بين الفنزويليين، ونحن نعترض على ذلك". وكان المتظاهرون يريدون الوصول إلى وزارة الغذاء، لكنهم منعوا من الاقتراب من محيطها، بطلب من رئيس بلدية القطاع خورجي رودريجيز، القريب من الرئيس نيكولاس مادورو، وقد أشار إلى مخاوف من حدوث أعمال عنف. وجرت تظاهرات أخرى، في مدن عدة مثل ماراكايبو وسان كريستوبال (غرب)، وفالنسيا (شمال)، وإيسلا دي مارجاريتا (شمال شرق)، وبويرتو اورداز (جنوب)، لكن لم تبث أي محطة تلفزيونية، أي لقطات لهذه المسيرات. ويعاني سكان فنزويلا، البلد الذي يملك أكبر احتياطي للنفط في العالم، وتتجاوز نسبة التضخم فيه ال56%، من نقص المواد الغذائية، ويمكن الحصول على الوقود بأسعار زهيدة، لكن شراء الطحين والحليب أو قطع غيار للسيارات صعب، بسبب النقص المزمن لهذه المواد المستوردة، وخصوصا في الأرياف. وأدت التظاهرات اليومية، التي تخللتها في معظم الأحيان أعمال عنف، إلى سقوط 20 قتيلا، وحوالى 300 جريحا، والاستياء من ممارسات عدد كبير من رجال الشرطة. وفي المقابل، أعلن الرئيس مادورو عن "يوم وطني كبير مع المرأة" في ساحة بوليفار، في كراكاس، وما زال جزء من الشارع الفنزويلي، في حالة تعبئة، منذ أكثر من شهر.