تتظاهر المعارضة الفنزويلية، اليوم، في محاولة لعرض قوتها من جديد، وبدعوة من أبرز قادتها حاكم ولاية ميراندا، إنريكي كابريليس، احتجاجا على نقص المواد الأساسية، يتوقع أن تشهد مشاركة كبيرة، على وقع القرع على أواني الطبخ. وكان "كابريليس"، الذي هزم أمام الرئيس نيكولاس مادورو، بفارق 1.5 نقطة في الانتخابات الرئاسية، التي جرت في أبريل الماضي، دعا في الأيام الأخيرة، على حسابه على تويتر، إلى: "تعبئة وطنية كبيرة، ضد نقص المواد الأساسية، الذي يؤثر على كل الفنزويليين". وتأتي هذه الدعوة إلى التظاهر في أجواء من التوتر، منذ أن بدأ طلاب الاحتجاج على حكومة مادورو، مطلع فبراير الماضي، حول قضايا غياب الأمن ثم التضخم ونقص المواد الأساسية. وأدت التظاهرات اليومية، التي تخللتها في معظم الأحيان أعمال عنف، إلى سقوط 20 قتيلا وحوالى 300 جريح، والاستياء من ممارسات عدد كبير من رجال الشرطة. وإلى جانب هذه التظاهرات، دعا تحالف الوحدة الديموقراطية المعارض، أيضا إلى تجمعات في اليوم العالمي للمرأة. في المقابل، أعلن الرئيس مادورو الوريث السياسي والروحي لهوجو شافيز، الذي توفي قبل عام، عن "يوم وطني كبير مع المرأة"، لكن من دون أن يوضح ما إذا كانت هذه التظاهرة ستجري مع تجمعات المعارضة، كما حدث حتى الآن. وما زال جزء من الشارع الفنزويلي في حالة تعبئة، منذ أكثر من شهر، لكن أكبر تجمع بدعوة من كابريليس، شارك فيه عشرات الآلاف من الأشخاص، جرى في 22 فبراير الماضي، في كراكاس. ويعاني سكان فنزويلا، البلد الذي يملك أكبر احتياطي للنفط في العالم، وتتجاوز نسبة التضخم فيه ال56%، يمكن الحصول على الوقود بأسعار زهيدة، لكن شراء الطحين والحليب أو قطع غيار للسيارات صعب، بسبب النقص المزمن لهذه المواد المستوردة، وخصوصا في الأرياف. وتعد ولاية تاتشيرا، الواقعة على الحدود مع كولومبيا، هي مهد الحركة الاحتجاجية، التي بدأت في الرابع من فبراير الماضي، بعد محاولة اغتصاب طالبة في حرم الجامعة، في بلد يشهد وقوع 65 جريمة قتل يوميا في المعدل، كما تقول المنظمة غير الحكومية المحلية، مرصد العنف. وبدون أن يرفض تعبئة الشوارع التي يطالب بضبطها، نأى كابريليس بنفسه عن استراتيجية تأجيج التوتر، التي يتبعها بعض المعارضين المتشددين، معتبرا أن "الظروف لم تجتمع بعد، لإسقاط الحكومة". وكان السكان الأكثر فقرا، من أوائل ضحايا هذا الوضع، لكن معظمهم يؤيدون الحكومة وبدون دعمهم، لا يمكن للمعارضة زعزعة السلطة.