أعلن الناطق الرسمي في وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أن قرار مجلس "الناتو" بشأن إيقاف اللقاءات في إطار التعاون العملي مع روسيا "يخالف المنطق السليم". وقال الدبلوماسي الروسي، في تصريحات اليوم، إن قرار مجلس "الناتو" يشهد على النهج المتحيز في تحليل أسباب وتداعيات الأحداث في أوكرانيا، مؤكدا أن سلوك حلف شمال الأطلسي يخالف المنطق السليم لأنه سيقيد العمل في مجال التوجهات المتفق عليها، ومشروعات التعاون في مجال الرد المشترك بين الدول الأعضاء في مجلس روسيا- الناتو على التحديات والمخاطر كالإرهاب والقرصنة والأزمات والتطرف والكوارث الطبيعية والصناعية، وكذلك بشأن أفغانستان والأسلحة الكيميائية السورية. وأضاف أنه لا توجد في إطار مجلس "روسيا- الناتو" أية مشاريع أو برامج تعاون تلبي فقط مصالح روسيا أو الدول الأعضاء في حلف الناتو، وأن روسيا أعطت التوضيحات اللازمة مرارا في مجال تطور الحوار السياسي الشامل في إطار تحالف روسيا والناتو، بما في ذلك ما يتعلق بالتدابير اللازمة لضمان أمن مواقع أسطول البحر الأسود في القرم، مشددا على أن كافة الدلائل تشير إلى أنه تغلبت اتجاهات التفكير القديمة، التي لم تسمح بإمعان التفكر بشكل موضوعي في الاحداث الجارية. وتابع لوكا شيفيتش "إننا نعتبر من الخطورة البالغة محاولات إدخال "عامل الناتو" في الوضع في أوكرانيا الخطير والهش أصلا، ما يخلق عنصرا إضافيا في التوتر يقوض آفاق تطبيع الوضع"، مؤكدا أن روسيا لا تقبل لغة العقوبات والتهديدات من الاتحاد الأوروبي أيضا، وسترد في حال تنفيذها". بدوره، أكد رئيس مجلس السوفيت الأعلى لجمهورية "القرم" ذاتية الحكم في إطار أوكرانيا، فلاديمير قسطنطينوف، أن القرار المبدئي الذي اتخذه المجلس بالانضمام إلى روسيا تم اتخاذه بشكل ذاتي ويهدف إلى حماية أبناء القرم. وقال قسطنطينوف، خلال لقائه مع أعضاء مجلس الاتحاد الروسي اليوم، إن قرار الانضمام إلى روسيا وعرض الأمر على الاستفتاء العام تم اتخاذهما بشكل ذاتي والهدف الوحيد منهما هو حماية أبناء القرم. وأضاف "عندما وصلت إلينا قطارات محملة بالمقاتلين قررنا أن علينا أن نتصرف بسرعة فائقة"، مطالبا أعضاء مجلس الاتحاد بمساعدة جمهورية القرم في منح فكرة تأسيس لجنة تحقيق بجرائم "الميدان" صفة دولية. وقال "لقد شكلنا لجنة للتحقيق في جرائم "الميدان" ونريد أن نطلب منكم الدعم لمنحها صفة دولية"، واصفا ما يجرى في أوكرانيا الآن بأنه "استيلاء على السلطة بالقوة حيث تعم الفوضى البلاد". من جانبها، أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، أن روسيا لم تتخل يوما عن الروس، وأن قرار "موسكو" سيكون متوافقا مع الإرادة الحرة لأبناء القرم، وسيكون موقفها قانونيا وليس انفعاليا. وعلى صعيد متصل، ذكرت وكالة أنباء "إيتار تاس" الروسية أن القائم بأعمال الرئيس الأوكراني ألكسندر تورتشينوف، وقع مرسوما بإيقاف قرار مجلس السوفيت الأعلى في جمهورية القرم بشأن إجراء استفتاء عام في "القرم".
