كثيرون ذهبوا إليه لتصليح أجهزة تليفوناتهم المحمولة، بناء على صيته الذى ذاع فى قرية «بردنوها» التابعة لمركز مطاى بالمنيا، وعندما رأوه ترددوا كثيراً وتساءلوا: كيف لكفيف أن يصلح تليفوناً محمولاً كل مكوناته دقيقة لدرجة تجعل المبصر عاجزاً أحياناً عن التحكم فيها؟ هو رجب محمد رضا، الذى وُلد كفيفاً من أب يعمل فى مهنة الفلاحة وأم لا يشغل بالها شىء إلا رعاية زوجها وأبنائها، بدأ تميزه فى هذا المجال عندما أهداه أحد أصدقائه فى عام 2005 تليفوناً محمولاً تعطل منه فجأة، فذهب لتصلحيه بمحل صيانة مقابل 70 جنيهاً فقرر أن يصلح تليفونه بنفسه. اقترض من أحد أصدقائه مبلغ ثلاثة جنيهات ليشترى بها مفك تصليح، وكانت المفاجأة أنه نجح فى إصلاح التليفون، ولم يكتفِ بهذا، بل ذهب ليحصل على دورة صيانة من معهد متخصص. ورغم السخرية التى قوبل بها فإنه أصر على الالتحاق بمركز صيانة آخر، وهناك تعلم فك وتجميع المحمول واكتسب العديد من الخبرات التى أهلته للحصول على عدة جوائز، أبرزها جائزة شركة «إنتل» للعلوم فى مجال صيانة الهاتف الجوال. قدرات كفيف المنيا لم تتوقف عند حد صيانة أجهزة المحمول، ففى عام 2011 نجح فى اختراع مولد كهربائى يعمل بدون وقود، ويمكنه تغذية قرية كاملة، وبموجب هذا الاختراع حصل على شهادة il science، وهى شهادة عالمية أمريكية، بالإضافه إلى جائزتى زويل فى العلوم، وبعدها انهالت عليه الجوائز حتى وصلت إلى 34 جائزة. مشوار التحدى لم ينتهِ بعد، فرجب يدرس حالياً عدة أفكار، منها استحداث طريقة للقراءة بديلة لطريقة «برايل» الخاصة بالمكفوفين، بالإضافه إلى تصميم جهاز غسيل كلوى يعلق خارج جسم المريض دون أن يتسبب فى أى مضاعفات. ثلاث أمنيات تشغل بال رجب؛ الأولى أن يلتحق بكلية علمية، خاصة أن قانون تنظيم الجامعات قصر التحاق المكفوفين على الكليات الأدبية، والثانية أن ترعى شركة كبرى جميع اختراعاته وتساعده على تطويرها، والأخيرة أن يجد من يمده بالمال الوفير حتى يثبت للعالم أن المصريين هم الأكفأ.