أعلن الرئيس الأوكرانى الانتقالى ألكسندر تورتشينوف أنه تم وضع الجيش الأوكرانى فى حال استنفار، وذلك إثر موافقة المجلس الاتحادى الروسى على «استخدام القوات المسلحة» فى أوكرانيا، وقال «تورتشينوف» للصحفيين: «أمرت بوضع الجيش فى حال استنفار وتعزيز حماية المحطات النووية والمطارات والمواقع الاستراتيجية». من جهته، صرح رئيس الوزراء أرسينى ياتسينيوك بأنه أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الروسى ديمترى مدفيديف طلب خلاله أن «تعيد روسيا قوات البحر الأسود إلى ثكناتها لخفض التوتر»، واعتبر أن «أى تدخل عسكرى سيكون مرفوضاً وسيشكل انتهاكاً لكل الاتفاقات الدولية». كما دعا حزب «سفوبودا» الأوكرانى القومى ومجموعة «برافى سكتور» اليمينية المتطرفة اللذان شكلا رأس حربة الحركة الاحتجاجية فى أوكرانيا، أمس الأول، إلى «تعبئة عامة»، وقال «سفوبودا» فى بيان «إنها الحرب؛ على المجتمع الأوكرانى أن يكون معبأً إلى أقصى حد»، كما صرح وزير الخارجية الأوكرانى سيرجى ديشتشيريتسيا بأن بلاده دعت مجلس الأمن الدولى لوقف العدوان الروسى على أراضيها.. يأتى ذلك فى الوقت الذى قالت فيه وكالة «إنترفاكس» الروسية إن سفينتين حربيتين روسيتين تظهران قبالة سواحل أوكرانيا. وأكد الممثل الدائم لأوكرانيا لدى الأممالمتحدة السفير يورى سيرجييف، أمس، أنه لا توجد حرب بين روسياوأوكرانيا حالياً، مؤكداً أن كييف لا تسعى إلى الاصطدام مع موسكو، لكنه جدد فى الوقت نفسه تأكيداته على أن التحركات العسكرية الروسية لدى أوكرانيا حالياً هى عمل من أعمال العدوان. وقالت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء إن حاكم منطقة «بلجورود» الروسية قال، أمس، إن جماعات مسلحة حاولت قطع طريق مؤدٍّ إلى أوكرانيا، كما أكدت الوكالة أن جنوداً روسيين صادروا أسلحة من قاعدة «رادار» ومنشأة تدريب بحرية فى منطقة «القرم» الأوكرانية وحثوا الجنود هناك على الوقوف إلى جانب الزعماء «الشرعيين» للقرم. وعلى الصعيد الدولى، أبدى كثير من دول العالم استياءهم من التحرك العسكرى الروسى فى أوكرانيا، واستدعت بريطانيا السفير الروسى لديها لإبلاغه احتجاجها الرسمى، ومن جانبه أبلغ الرئيس الأمريكى باراك أوباما نظيره الروسى فلاديمير بوتين أن موسكو انتهكت القانون الدولى بتدخلها فى أوكرانيا، محذراً إياه من إجراءات انتقامية قد تقدم عليها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، ودعا «أوباما» «بوتين» إلى إعادة القوات الروسية إلى قواعدها فى شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وحذره من أن مضى روسيا فى انتهاك القانون الدولى سيقودها إلى «عزلة سياسية واقتصادية». أما «بوتين» فرد على الرئيس الأمريكى بأن روسيا «لها الحق فى حماية مصالحها والسكان الناطقين بالروسية» فى شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم فى حال حدثت «أعمال عنف»، وقالت الرئاسة الروسية فى بيان إن «بوتين» شرح ل«أوباما» الخطر الفعلى الذى يتهدد حياة وصحة المواطنين الروس على الأراضى الأوكرانية، خاصة بسبب «الأعمال الإجرامية للقوميين المتطرفين المدعومين من السلطات الحالية فى كييف». ودعت الولاياتالمتحدة، أمس الأول، إلى نشر سريع لمراقبين دوليين من الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون فى أوكرانيا، للمساعدة فى وقف تصاعد الأزمة هناك. أما فى كندا فقد أعلن رئيس الوزراء الكندى ستيفن هاربر، أمس الأول، استدعاء السفير الكندى فى موسكو للتشاور بعد إعطاء البرلمان الروسى الضوء الأخضر لعملية عسكرية فى أوكرانيا، وحذا حذو واشنطن بالتهديد بمقاطعة قمة مجموعة الثمانى، المقرر عقدها فى منتجع سوتشى الروسى فى يونيو. كما اعتبر الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، أمس الأول، أن موافقة المجلس الاتحادى الروسى على تدخل عسكرى فى أوكرانيا «يشكل تهديداً فعلياً لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها». كما طالبت كاترين أشتون، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى، روسيا بالعودة عن قرارها إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا واحترام القوانين الدولية. كما أعلن الرئيس البولندى برونيسلاف كوموركوفسكى أن بلاده دعت إلى اجتماع طارئ لحلف شمال الأطلسى، بعدما شعرت بأنها مهددة بالتدخل العسكرى الروسى المحتمل فى أوكرانيا. وحذر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى موسكو من أن نشرها قوات عسكرية فى أوكرانيا يهدد «السلم والأمن» الإقليميين، وسيكون تأثيره عميقاً على العلاقات «الأمريكية-الروسية».