وقف مفتخرا بجاهه، متباهيا بجبروته، معتزا بصولجانه، ينظر إلى الكاميرا بتحدٍّ، جسده الضخم وضحكته الواثقة جعلته كبطل أولمبى حاصل على الذهبية، يتحدث عن أعماله كأنه «طلعت حرب»، تجوب الكاميرا أركان منزله فتطالعك (مدينة) تحوى حديقة للحيوان وقاعة للاحتفالات وحدائق ذات بهجة وحمامات سباحة، الأغلال التى كبلت يديه لم تقف حائلا أمام ابتسامة ملأت وجهه، سيرته أضحت على كل لسان، ما إن تفتح عيناك فى صحيفة أو قناة حتى تطالعك أخباره.. هكذا حال صبرى حلمى الشهير ب«نخنوخ» مع الإعلام طيلة الأيام القليلة الماضية. علق نشطاء موقع فيس بوك على الاحتفاء الكبير ب«نخنوخ»، بلطجى الحزب الوطنى المنحل الذى أكد غير مرة أنه ساعد الشرطة فى القبض على المجرمين وأن وجوده خلف الأسوار «مؤامرة كونية» من كارهى النظام السابق، أحمد صبرى أحد النشطاء استنكر تغطية الحدث قائلا: «أنا مش فاهم يعنى إيه حوار مع بلطجى؟»، فيما تداول آخرون جملا ل«نخنوخ» على أنها كلمات مأثورة مثل: «الدنيا دول.. الدنيا صغيرة». الأمر ذاته تكرر مع «الحمبولى» الشهير بخُط الصعيد ومن قبله «عزت حنفى» تاجر المخدرات والسلاح الأشهر فى الصعيد الذى سجل «أحمد السقا» قصته فى فيلم «الجزيرة»، وصوره التليفزيون أثناء القبض عليه وسألته مذيعة القناة الأولى مستنكرة «إزاى محدش زارك والجرايد والتليفزيون بتتكلم عنك؟»، فى إشارة منها للتغطية الكبيرة لحدث القبض عليه. «طبيعى فى ظل غياب الدور القيمى والتنويرى للإعلام» يعقب بها صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة على التغطية الإعلامية لبعض الأحداث ويخص بالذكر حالة «نخنوخ» التى يعتبرها مثالا للمبالغة فى الأداء الإعلامى الذى يبرز جوانب سطحية على حساب كشف الحقائق وتدعيمها قائلا: «إيه الفايدة فى عرض مقتنيات مجرم وممتلكاته من حيوانات شرسة بشكل كرنفالى؟!»، مضيفا أن المفترض هو التركيز على جوانب إنسانية تُمكن المشاهد من معرفة تطور سلوك المجرم وعرض المعيب من ممارساته وليس تمجيده، فيما ندد الإعلامى الكبير حمدى قنديل بالأمر عبر حسابه على تويتر قائلا: «إفساح المجال لأحاديث مع بلطجية مثل نخنوخ وأشباهه إهانة لمهنة الإعلام».