طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن يُفهم المصريين ويشرح لهم التحول الرقمي وفائدته والهدف منه. جاء ذلك ضمن جلسة مبادرة التحول الرقمي، المنعقدة ضمن فعاليات ثان أيام المؤتمر السابع للشباب في العاصمة الإدارية الجديدة. وقال وزير الاتصالات عمرو طلعت: "منظومة التحول الرقمي ستكون بمثابة نقلة نوعية لمصر، والهدف الأساسي منها تقديم الخدمات الحكومية بشكل أفضل للمواطن، الذي دائما يشتكي من المصالح الحكومية، وهدفنا هو إنهاء هذا العصر، وبدء عصر يستطيع فيه المواطن المصري أن يحصل على خدمات يستحقها من الحكومة على نحو سهل ويرضيه". وتابع: "منهجية العمل على هذا المشروع قائمة على بنية معلوماتية، وبدأنا من 2016 نجمع قواعد البيانات الموجودة في الحكومة المصرية وقدرها أكثر من 70 قاعدة، ووصلنا ل57 قاعدة بيانات متواصلة بشكل كامل وموجودة في الرقابة الإدارية ومرتبطة بقاعدة بيانات الأحوال المدنية المتواجدة في وزارة الداخلية، والهدف من هذا الترابط هو خلق هوية رقمية لكل مواطن، بحيث تكون كل معلومات المواطن موجودة ومتكاملة أمام متخذي القرار وموجودة أمام مقدم الخدمة للمواطن، ومع مراعاة سرية وخصوصية البيانات لكل مواطن". وأضاف أن البنية المعلوماتية مرتبط بها 3 منصات في منتهى الأهمية، أولها منصة الخدمات المميكنة، فلدى الحكومة المصرية مجموعة من الخدمات التي كانت مميكنة بالفعل، بالإضافة لمجموعة خدمات جديدة جرى ميكنتها خلال العام الماضي، أما المنصة الثانية فهي منصة المدفوعات التي تتلقى رسوم مستحقة على الخدمات الحكومية من أي وسيلة دفع رقمية، والمنصة الثالثة هي منصة البيانات الجغرافية، وهي عبارة عن خريطة من أكثر من طبقة موقع عليها كل البيانات المتعلقة لكل مواطن، وجرى استخدامها في ربط مواطني بورسعيد بمشروع التأمين الصحي بالوحدات التي سيتلقوا العلاج بها. وأشار طلعت إلى أن المنظومة تحقق إحكاما ومرونة في الوقت نفسه، لترابط قواعد البيانات ببعضها، وتحدث بشكل يومي، وتصحح بعضها وتصوب أخطاء بعضها، أما المرونة تتمثل في استيعاب عناصر وخدمات جديدة وسبل دفع جديدة وعناصر معلوماتية جديدة في البيانات الجغرافية. وشرح طلعت أن المنظومة ترتكز على 3 قواعد رئيسية، القاعدة الأولى هي بنية تحتية على درجة عالية من الكفاءة، والقاعدة الثانية هي الموارد البشرية وتنمية المهارات لأن هذه المنظومة لابد أن يتم التعامل معها بتدريب جاد من كل الموظفين، الذين يتعاملون مع المنظومة، متابعا: "أقمنا دورات تدريبية على كل النظم والتطبيقات التي تستخدم في هذه المنظومة، والقاعدة الثالثة هي الإجراءات التي تمكن من أداء الخدمات بأكثر كفاءة". وأوضح طلعت أنه هناك فرق محوري بين التطبيقات المميكنة التي سيجري الإعلان عنها، اليوم، والتطبيقات المتواجدة حاليا ببعض الشركات، مؤكدا على أن المواطن في هذه المنظومة لا يستلزم وجوده في الجهة المقدمة للخدمة، ويتواجد في الجهة المقدمة للخدمة فقط في الخدمات التي تستلزم ذلك. وأكمل: "مضى زمن أن يدور المواطن من شباك لآخر ومن مكتب لآخر، وهذه المنظومة قادرة على أن تتحقق من شخصية المواطن قبل تقديم الخدمة، وفي بعض الخدمات التي تستلزم التأكد من استحقاقه لذلك". وشدد وزير الاتصالات على أن مصر أصبحت لديها قاعدة بيانات جيدة جدا تمكنها من التحقق من أحقية المواطنين بالخدمات، تصل دقتها ل85% ونستهدف 95% للعام المقبل، والمعدلات العالمية في الدول المتقدمة تصل ل97%. وأكمل: "لدينا المنصة الرقمية، التي ستطلق اليوم على الإنترنت تجريبيا"، مؤكدا على أن المنظومة مترابطة بالكامل، ولم نبدأ من الصفر فكانت هناك خدمات مميكنة بالفعل، والمواطن المصري سيستفيد من الحوكمة فلن يستطيع مواطن الحصول على خدمات لا يستحقها أو يستحقها مواطن آخر، أو الاحتيال والتأكد من أن الخدمات تصل لمستحقيها. ولفت طلعت إلى الخدمات المشخصنة، مصنفها لخدمات استباقية، "لو سيدة فقدت عائلها نعرف في نفس اليوم وهنقدر نساعدها بشكل استباقي"، والنوع الثاني هو الخدمات التي نعرفها من الذكاء الاصطناعي، متابعا: "نشوف المواطن بيطلب إيه أكتر من الخدمات". وأشار إلى أن الميكنة سبقها جهد ضخم في إعادة هندسة الإجراءات وإزالة ما بها من عوار، وإعادة هندسة الإجراءات صعبة ومعقدة ولكن لازمة قبل الميكنة من أجل جعلها فعالة وقوية، مضيفا: "لو كان المواطن لا يتواجد في مكان تقديم الخدمة، فلن يحول ذلك دون تواصله مع الحكومة بشكل مباشر". ولفت طلعت إلى أن قائد أي منظومة حكومية، سيكون لديه القدرة على أن يحوكم أداء منظومته. وبدأ المؤتمر السابع للشباب بجلسة افتتاحية، في الخامسة مساء الأمس، شهد خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، فيلما تسجيليا، لأهم ما جرى إنجازه في العاصمة الإدارية الجديدة، والمصحوبة بحديث له خلال مؤتمرات وكلمات سابقة، كان أبرزها: "لو بتحبوا ربنا بجد، خلوا بالكم من بلدكم". وأعقبت الجلسة الافتتاحية، استراحة قصيرة، تلاها بدء فعاليات نموذج محاكاة الدولة المصرية، وشهد مناقشات حول "التحول الرقمي، والتسويق الحكومي"، بخلاف المشروعات القومية وانعكاسها على الاقتصاد وحياة المواطن بصفة عامة. وحضر المؤتمر، الذي تنتهي فعالياته، اليوم الأربعاء، عدد كبير من الشخصيات العامة ورجال الدولة والإعلاميين ورجال أعمال وسفراء لدول الاتحاد الأفريقي؛ لمناقشة عدد من القضايا الوطنية والتي تشمل عدة محاور تخص الإصلاح الاقتصادي، والموازنة العامة للدولة 2019 - 2020، وإصلاحات إدارية هادفة؛ لتحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي.