أكد تقرير أعده فريق طبى تابع لجامعة المنوفية، ما نشرته «الوطن» بخصوص الوضع الصحى والنظافة العامة فى محطة المياه الحكومية بقرية «صنصفط» بالمنوفية، التى تسببت مياهها الملوثة فى وقوع أكثر من 131 حالة تسمم، بحسب التقرير، الذى توقع أن تكون آثار محطة المياه الحكومية «الملوثة» انتقلت إلى قرى مجاورة بنسب متفاوتة. وقال الدكتور محمود أبوسالم، مدير عام المستشفيات بجامعة المنوفية، إن الفريق الطبى أجرى عدة زيارات إلى المصابين بالتسمم فى مستشفى «حميات منوف»، وكذلك إلى «صنصفط» التى شهدت سقوط عشرات المصابين بالتسمم يوم الاثنين 20 أغسطس، وأضاف أنه لم يتبق من حالات الإصابة سوى 56 حالة فى مستشفى حميات منوف، وعلى الرغم من أن حالتهم مستقرة إلا أن الفريق الطبى أوصى بضرورة عمل تحاليل جدية على أهالى القرية والقرى المجاورة، خوفاً من تفشى «الوباء» فيها، لأن عدداً من القرى لم تكن تعتمد فى هذه الفترة سوى على محطة الشرب الحكومية التى تعانى من تدهور شديد فى أوضاعها». وأكد الفريق الطبى على ما ذكرته «الوطن» سابقاً من أن «المحطة» ليست صالحة ولا نظيفة أو صحية، ولم يجر الغسل الدورى لخزانها أو لمعداتها منذ فترة ولم يتابعها القائمون على أعمال النظافة من المحليات أو من وزارة الصحة، كما أن الخزانات و«الترنشات» الخاصة بالفضلات الآدمية بالمنازل المجاورة للمحطة لم يجر نزحها منذ فترة، وتتسرب محتوياتها إلى آبار المحطة، التى أصبحت مياهها سامة، وغير صالحة للاستخدام الآدمى. وأكد أبوسالم أن آبار المحطة تمثل كارثة حقيقية، لأنها أصبحت مخزناً للمياه العكرة، والشوائب، والروائح الكريهة، والمناظر غير المستحبة، فضلاً عن الطيور النافقة والقوارض والفئران التى تسبح على سطح المياه. وشدد التقرير على ضرورة محاسبة المتسببين فيما آل إليه الوضع فى محطة الشرب الحكومية الوحيدة الموجودة فى صنصفط، التى «يعبث المشرفون عليها بحياة المواطنين»، بحسب تعبير مدير عام المستشفيات فى جامعة المنوفية، الذى طالب بأن تكون لجامعته حق الرقابة على محطة المياه حتى تتمكن من متابعة أعمال التنظيف المستمر وأدائها بشكل عام، كما طالب التقرير بضرورة «عمل سور خارجى عالٍ يحيط بالمحطة من كل الاتجاهات، وتشجير الأراضى المحيطة بالمحطة لتنقية وتنظيف المكان، وإنشاء آبار جديدة بمواصفات صحية، وإزالة الآبار القديمة الملوثة، وإجراء كشوفات طبية دورية على العاملين بالمحطة». وأفاد أبوسالم، أن معظم الحالات أكدت أن سبب تلوث مياه الشرب سوء حالة محطة المياه الحكومية فى القرية، المنشأة سنة 1958 ولم يطرأ عليها أى تطوير أو تحديث، كما توقفت أعمال الغسيل الدورى للمحطة والخزانات، ولم يتوافر الكلور فى الفترة الأخيرة فى مياه الشرب، خاصة أيام الإعلان عن غسيل الخزانات، ولم تفتح محابس الغسيل أثناء تلك الفترة. وأدان التقرير المشرفين على أعمال التنظيف بالمحطة، بسبب ما وصلت إليه مواسير توصيل المياه فيها من حالة متردية، تسببت فى تحويل المياه إلى سائل مشبع بالصدأ، فضلاً عن عدم الاهتمام بصيانة الخزانات، التى كسرت فتحات الشبابيك فيها، فسمحت بدخول الهواء الملوث بروائح القمامة الكريهة المتجمعة إلى جوار المحطة. وكانت «الوطن» نشرت فى أعداد سابقة، سلسلة من التحقيقات أبرزت خلالها سوء الأوضاع فى محطة مياه صنصفط الحكومية، التى تسببت فى تسجيل عشرات حالات التسمم فى ثانى أيام العيد، إثر شربهم المياه الملوثة، التى تنتجها المحطة.