اعتقلت إيران اليوم 17 جاسوسا يعملون لحساب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وحكم على بعضهم بالإعدام، بينما ذكرت الاستخبارات الإيرانية أنّها فككت حلقة تجسس تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. ونقلت وكالة "فارس" عن مسؤول في الاستخبارات قوله، إنّ بعض المعتقلين حكم عليهم بالإعدام، ما يمثل رسائل واضحة لجميع الدول بقدرة الجانب الإيراني على التصعيد في الأزمة ودليل على استعداداتها لأي ضربات موجهة ضدها، فضلا عن يقظة جهازها الأمني في المنطقة. ورفض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ذلك الإعلان من الجانب الإيراني، وقال في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" التلفزيونية: "النظام الإيراني له تاريخ طويل من الكذب". من جانبه، قال المستشار في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور حسن أبوطالب، إنّ التصريحات معتادة في ظل الأزمة الدائرية بين الجانب الأمريكي والإيراني، وتحمل رسائل عدة، مؤكدا ل"الوطن" أنّ إيران بتلك التصريحات تشير إلى أنّها تسيطر بالكامل على الأوضاع الداخلية وتمتلك أجهزة أمنية متيقظة تماما، وتحاول جمع أكبر عدد من الأوراق للاستعداد للتفاوض، بحيث لا يتم التركيز فقط خلال تلك المفاوضات على البرنامج النووي الإيراني أو برنامجها الصاروخي ونفوذها السياسية في المنطقة العربية. وأكد أبوطالب أنّ رفض الخارجية الأمريكية لتصريحات إيران بشأن الجواسيس أمر طبيعي ومطلوب، وزاد: "لا أتصور ألا يكون للولايات المتحدةالأمريكية حضور استخباراتي في إيران، في إطار الأزمة الراهنة لتغيير سياسة طهران الإرهابية، فهو شيء طبيعي في مثل تلك الحروب السياسية". ومن جانبه، أعلن وزير الأمن سيد محمد علوي إنّ إيران ستفصح عن تفاصيل بشأن عدة جواسيس يعملون لصالح الولاياتالمتحدة ودول أخرى ألقت القبض عليهم وأحالتهم للقضاء، وقال: "حددنا جواسيس أمريكيين وجواسيس تابعين لوكالات مخابرات لدول أخرى في العديد من الأماكن الحساسة في الجمهورية الإسلامية، وسلمناهم إلى القضاء بعد اعتقالهم"، بحسب وكالة "إسنا" الإيرانية. واعتبر المحلل والخبير المتخصص في الشأن الإيراني هشام البقلي، أنّ إعلان إيران بالقبض على جواسيس تابعة للمخابرات الأمريكية مجرد رسائل ترسلها للداخل والخارج بأنّ الحرب مازالت مستمرة، وأنّها قادرة على مواجهه أي عدوان ضدها، فهذا الإعلان ليس الأول من نوعه بالنسبة لها، ولفت إلى أنّ تأثير ذلك على الأزمة بين إيران وأمريكا لن يكون كبيرا، خاصة أنّ الجانب الإيراني لم يعلن هوية الجواسيس أو أي تفاصيل عنهم، لذلك سيمر الخبر مرور الكرام ولن يؤثر على الأزمة بشكل مباشر.
