قبل 59 عاما من اليوم، انطلق البث الرسمي للتلفزيون المصري تحديدا في 21 يوليو 1960، بعد تأجيله 4 أعوام كاملة، إذ كان مقررا افتتاحه في العام 1956، لكن العدوان الثلاثي عطّل الأمر، ما دعا الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لتأجيل البث الرسمي، ليصبح العراق أول بلد عربي يطلق بثا رسميا للتلفزيون. في العام 1954 اقترح صلاح سالم وزير الإرشاد القومي آنذاك، على الرئيس عبدالناصر، إنشاء دار للإذاعة الجديدة ومحطة تلفزيونية فوق جبل المقطّم، وهو ما تمّ بالفعل، وفي العام 1959 أُنشئ مبنى ماسبيرو الحالي على كورنيش النيل بعد أعمال استمرت نحو 6 أشهر، وكانت الاستديوهات التلفزيونيّة جاهزة للبث والإعداد في العام 1960، تزامنًا مع عودة البعثات المصرية من التدريب بمعهد R.C.A في الولاياتالمتحدة الأمريكيّة. بدأ التلفزيون المصري بثه في السابعة من مساء 21 يوليو 1960، بالتزامن مع احتفالات الذكرى الثامنة لثورة يوليو، وأقبل المصريون على الشوارع لمشاهدة التلفزيون، وكان سعره مرتفعا جدا آنذاك (35 جنيها مصريا)، إذ بدأ إرساله بقناة واحدة فقط وكان بثها 5 ساعات يوميا، وفي العام 1961 بدأ بث القناة الثانية. وفي العام 1970 أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات مرسومًا بإنشاء اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وتم تقسيمها ل4 قطاعات، "الإذاعة، التلفزيون، التمويل، والهندسة"، وكان لكل قطاع رئيس يعمل تحت الإشراف المباشر لوزير الإعلام، وفي نهاية العام 1973 بعد انتصار أكتوبر، تم تحويل البث من "أبيض وأسود" ل"ألوان" بنظام البث سيكام، الذي تطور مع بداية التسعينيّات لنظام pal. وفي العام 1978 بدأت مرحلة تطوير جديد في ماسبيرو شملت مراكز الإرسال، إذ تم توصيل القناتين الأولى والثانية لمنطقة قناة السويس بشبكة ميكرويف، وإنشاء محطّة بث تلفزيوني للقناتين في بورسعيد والسويس والإسماعيليّة، وفي العام 1979 تحولت المحطات الإذاعية إلى شبكات إذاعية وصل عددها ل7 شبكات متنوعة محلية وإقليمية ورئيسية. وكانت القناة المصريّة الأولى أوّل فضائيّة عربيّة حكوميّة انطلق بثّها في العام 1990، تلتها قناة النيل الدوليّة 1993، بينما كانت القناة المصريّة الثانية أول قناة عربيّة فضائيّة مشفّرة في العام 1996، وتوسعت بعدها القنوات المصريّة لتغطّي المحافظات والقطاعات المختلفة رياضيًا، فنيًا وتعليميًا.
