بالتزامن مع بداية امتحاناتها.. 14 معلومة عن برامج الماجستير والدكتوراة المهنية بجامعة الأقصر    أبرز حالات إخلاء سبيل متهم وظهور أدلة تلغي القرار    أحمد موسى يكشف موعد الإعلان عن الحكومة الجديدة -(فيديو)    مصنعي السيارات: "الأسعار هتزيد.. واللي معاه عربية يحافظ عليها"    عاوز يبيع له بسعر أعلى.. صاحب مخبز بسوهاج يتعدى على طالب ويصيبه بحروق (فيديو)    بعد اشتعال الموبايل في بنطلونها.. 4 أسباب تؤدي إلى انفجار الهواتف الذكية (احذرها بشدة)    خبير اقتصادي: الحزمة الأوربية لدعم مصر تقدر ب57 مليار دولار    المصيلحي: توريد 3 ملايين طن و551 ألف طن في الموسم الجديد، سداد 45 مليار جنيه للموردين، والتعاقد على 470 ألف طن قمح مستورد    وزير الآثار يهنئ الأعضاء الفائزين في انتخابات مجلس اتحاد الغرف السياحية    خبير اقتصادي: الحزمة الأوروبية لدعم مصر تقدر ب57 مليار دولار    الزنداني: القضية الفلسطينية أولوية بالنسبة لمصر واليمن    مسبّبة انفجارات وهمية.. طائرات الاحتلال تخترق حاجز الصوت فوق بيروت    منتخب ألمانيا يتأهل لربع نهائي يورو 2024 بالفوز على الدنمارك.. فيديو    خبير عسكري: لا يوجد علاقة بين الصراع في غزة وما يحدث في جنوب لبنان    منظمة التحرير الفلسطينية: ما يحدث من صراعات مقدمات لحرب عالمية ثالثة    وزير خارجية اليمن: جماعة الحوثي تستغل حرب غزة لمنح نفسها دعاية نصرة القضية الفلسطينية    خبير استراتيجي: جرائم الكيان الصهيوني تتطلب موقفا عربيا ودوليا موحدا    من هم المرشحون السبعة لانتخابات الرئاسة في موريتانيا؟    موسيالا يعزز من تقدم ألمانيا أمام الدنمارك في يورو 2024 (فيديو)    أحمد سليمان يتحدث عن غضب جمهور الزمالك.. حقيقة عقوبات الكاف.. وأزمة بيراميدز    "أمم أوروبا وكوبا أمريكا".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    أمير هشام يكشف تفاصيل صفقة يوسف أيمن مع الأهلي    جهاد جريشة: هناك تفاصيل تحدث في غرف ال «VAR» لابد أن تخرج للرأي العام    سمير عثمان: هناك استهتار بمقدرات كرة القدم وبيريرا بيخلق مشاكل    هانى سعيد: لم يصلنا أى قرار بخصوص مباراة سموحة.. ونرفض التفريط فى مصطفى فتحى    زياد السيسى يتصدر التصنيف العالمى لسلاح السيف    "من هنا".. استعلم عن نتائج الثالث متوسط 2024 واستخراجها في 10 خطوات    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد 30 - 6 - 2024    "مفيش في جيبه غير 5 جنيه".. العثور على جثة شاب مجهول الهوية بالمنوفية    بسبب صعوبة الفيزياء والتاريخ ..حزن وبكاء بين طلاب الثانوية العامة و70% من الأسئلة للمستويات العقلية العليا    بأغنية «نويت أعانده».. لطيفة تتصدر «تريند X» في عدة دول عربية | شاهد    حدث بالفن| موقف محرج لمحمد رمضان وميسرة تكشف كواليس مشهد جرئ مع عادل إمام    د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!    شائع الزنداني: القضية الفلسطينية أولوية بالنسبة لمصر واليمن    المحروسة يحتل المركز الخامس والعشرين في قائمة الأكثر رواجا على مستوى العالم    حظك اليوم برج الميزان.. أحداث سعيدة في طريقها إليك    إصابة 4 أشخاص بينهم طفل بلدغات سامة في الوادي الجديد    هيئة الدواء تصدر ضوابط لصرف المضادات الحيوية بالصيدليات    أبوالغيط: أمريكا استخدمت الكذبة الكبرى المسماة بحقوق الإنسان    أخبار × 24 ساعة.. وزارة التموين: سداد فارق تصنيع الخبز المدعم للمخابز البلدية    شائع الزنداني: العلاقات بين مصر واليمن متجذرة ومتميزة    رمضان عبد المعز: الصلاة على النبى تنصرك على آلام وأحزان ومصاعب الدنيا    يضم 124 باكية.. محافظة القاهرة تستعد لفتح سوق سوهاج للفاكهة بمصر الجديدة    تحرير 13 محضرا تموينيا ضد مخابز بالفيوم لصرفهم وتهريبهم دقيق مدعم    برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2024 عبر الموقع الرسمي (الرابط المباشر للاستعلام)    الأوقاف تعلن افتتاح باب التقدم بمراكز إعداد محفظي ومحفظات القرآن الكريم - (التفاصيل)    الداخلية تكشف ملابسات واقعة طفل الغربية.. والمتهمة: "خدته بالغلط"    استشارية أمراض جلدية توضح ل«السفيرة عزيزة» أسباب اختلاف درجات ضربة الشمس    وفد من وزارة الصحة يتفقد منشآت طبية بشمال سيناء    برقية تهنئة من نادي النيابة الإدارية للرئيس السيسي بمناسبة ذكري 30 يونيو    مجلس جامعة الأزهر يهنئ رئيس الجمهورية بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    بدءا من اليوم.. فتح باب التقدم عبر منصة «ادرس في مصر» للطلاب الوافدين    الصحة: الكشف الطبى ل2 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    كيف فسّر الشعراوي آيات وصف الجنة في القرآن؟.. بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت    شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.. من أصول الشريعة وقاعدة مهمة في الإسلام    مجلة جامعة القاهرة للأبحاث المتقدمة تحتل المركز السادس عالميًا بنتائج سايت سكور    الإفتاء: يجب احترم خصوصية الناس وغض البصر وعدم التنمر في المصايف    حكم استئذان المرأة زوجها في قضاء ما أفطرته من رمضان؟.. «الإفتاء» تٌوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



م الآخر| مذكرات طبيب في التكليف (3).. سيد عبدالحافظ
نشر في الوطن يوم 24 - 02 - 2014

بدأت رحلتي من دمياط إلى القاهرة عن طريق السوبر جيت، ثم ركوب المترو محطتين إلى وزارة الصحة، كانت المرة الأولى لي التي أذهب فيها إلى وزارة الصحة، بعد ذلك تكررت المرات وكل مرة كانت بخناقة.
ذهبت إلى إدارة التكليف لتقديم الطلب قالوا لي ادخل الأول للدكتور سيد عبد الحافظ قبل ما تقدم أي طلب.
الدكتور سيد عبدالحافظ هو مدير الإدارة العامة للتكليف، وكنا نسمع عنه منذ أمد بعيد على أنه "وحش التكليف" والمتحكم في مصائر أطباء التكليف الوظيفية، تخيلته كوحش كبير بثمانية أذرع يلتهم 3 أو 4 أطباء تكليف مناطق نائية على الفطار.
طرقت الباب حتى "كل متني، فلما كل متني"، لقيت واحد بيفتحلي لابس بدله صيفي، خشن الملامح والصوت، قاللى عايز ايه؟، قولت له عايز أقابل الدكتور سيد، قالى طب إسطنى صوانى "إستنى ثوانى يعني".
بعد نصف ساعة كاملة، دخلت متوجسا على الدكتور سيد فوجدته يمسح فمه بعد أن التهم طبيب التكليف الرابع على ما أظن هذا اليوم، وبدون أن يرفع رأسه من الورق سألنى بكلمات مقتضبه: خير!، قولت له حضرتك أنا عايز أنقل تكليفى، قال لي روح استلم الأول وبعدين تعالى انقل، قولت له أنا سماح مجموع، ليه اروح استلم واخلى وادخل فى التعقيدات دى؟، انا من حقي أنقل فى ضوء سماح مجموعى، قال لى طب قدم طلب وتعالى أسأل عليه كمان أسبوعين، المهم إختصارا يعنى قدمت الطلب واتوافق عليه وخدت ورقة من الوزارة أطلع بيها على بلطيم عدل أستلم.
بعد يومين راحة قلت أما أروح كده أتفقد بلطيم، رحت بالعربية مستقلا الطريق الدولي، البحر على اليمين، والصحراء على الشمال، قلت يا سلام أى حاجه فيها بحر أنا راشق وان شاء الله شكلنا داخلين على "أيام فله".
بعد 20 كم تقريبا من "جمصة" بدأت تتكاثر الأكشاك الخوص لبائعي البطيخ الذى يشتهر به هذا الخط جدا وخصوصا أننا كنا فى النصف الأخير من شهر أبريل وقفت على جنب وقلت أما أنزل أسأل.
- السلام، عليكم ياحاج، لو سمحت بلطيم أروحها إزاي؟.
-أجابني بلهجه تختلط فيها السواحلية على لغة أهل القرية على حبه صعيدنيات: معاك عربيه ولا مواصلات،
- الحقيقه ذهلت، لأنى لسه نازل من العربية قدامه بس قلت جايز مخدش باله: لأ أنا معايا عربيه.
- قال لي: كويس جدا، أنت هاتركب أى عربيه ربع نقل معديه فى الصندوج من ورا وتجوله نزلنى بلطيم وهو هاينزلك.
- قولت له: طب لو انا معايا عربيه اللى هى واقفه دى.
- قال لى: ده كده يبقى كويس جوى جوى، أنت هاتركب أى عربيه ربع نقل معديه فى الصندوج من ورا وتجوله نزلنى بلطيم وهو هاينزلك.
أدركت بعدها أنني لو وقفت ليوم الدين أتحاور مع الرجل مش هاوصل معاه لحاجه، شكرته جدا وفهمت من الراجل بصعوبة إنى هامشى طوالى يجى حبه حلوين كده ومشيت شويه كده ولقيت يافطه بتقول بلطيم 35 كيلو وبعد المسافه المذكوره وجدت مدينه بلطيم يخترقها الطريق الدولى قاسما اياها الى نصفين، يمينا بلطيم المصيف وهى تشبه على حد كبير جمصه، ويسارا البلد وهى تشبه إلى حد كبير مدينه شربين الدقهليه.
وصلت بلطيم وسألت على الإداره الصحية، كان مبنى قديم مصفر متهالك استباح البط والقطط فنائه فاتخذوه مرتعا، يتحركون فيه بكل حريه، سألت على مكتب مدير الإداره، سألنى أحدهم: أنت مين؟.
- قولت له: أنا دكتور تكليف وعايز أسأل على شويه حاجات، فين بقى مكتب مدير الإداره.
- قال لى: لا سيبك بلا مدير إداره بلا بتاع، عليك وعلى الأستاذ عبد الشافى هو هنا الكل فى الكل.
- قولت له: وده يبقى مين؟.
قال لى: ده سكرتير مدير الإداره، قابلته واتكلمت معاه، نظر لى من أعلى إلى أسفل متفحصا، الشاب الورور الجديد اللى جاى للخيه برجليه.
-بادرته سائلا: الا ايه الوحدات اللى موجوده فى بلطيم؟.
- قال لى: كتير.
- قولت له: طب ايه اللى فاضى منها.
- قالى كتير.
- قولت له: طب مدير الإدارة قدامه قد ايه عما يجى؟.
- قال لى: كتير
- تفحصت الرجل مليا، وقلت له: لا كده كتير يا أستاذ عبد الشافى، علمت بعد ذلك أنها طبيعه السواحليه بصفه عامه وأهل بلطيم تحديدا، العمل بمبدأ إشترى ما تبيعش، يعنى تجيب أخر أخرك فى الكلام قبل مايفيدك بأى معلومة،أنتظرت حوالى نصف ساعه، قابلت مدير الإداره.
- قلت له: طب أنا لو استلمت هاتوزع فين.
- قالى: أنت منين؟.
قولت له: من دمياط.
- وبعد تبادل الإشارات والغمز واللمز مع الإستاذ عبد الشافى من وراء ظهرى، قال لى: قدامك مكان من اتنين إما وحده "الدعاه" أو "المقصبه".
شكرته جدا على وعد بالاستلام القريب وقلت هاروح بقى ألف لفه على الوحدات، وأشوف الأحسن إيه وأروحها، وكالعاده كنت ساذجا الى أقصى درجة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.