أكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس، والفائز بجائزة الدولة فى التفوق للعلوم الاجتماعية، أن الدولة باتت حالياً تقدر قيمة ومكانة المثقفين والمفكرين والعلماء، لإدراكها أن التنمية لا تحدث إلا بعودة مكانة العلوم والثقافة مرة أخرى.. وإلى نص الحوار: أستاذ التاريخ: حصلت على جائزة التفوق بدراسات حول إرهاب الإخوان وحرب الاستنزاف وثورتى يناير ويونيو ما الأبحاث التى أهَّلتك للحصول على جائزة الدولة فى التفوق للعلوم الاجتماعية؟ - تقدمت بعدد من الأعمال والدراسات العلمية، نفذتها وكتبتها عبر فترة طويلة من تاريخى العلمى، والتى منها دراسات «مصر والصراع مع الغرب»، و«الدبلوماسية السرية الأمريكية»، و«مصر قبل حرب 73»، و«جماعة الإخوان الإرهابية.. من رصاصات المنشية إلى تنظيم 1965»، و«انتصار مصر فى حرب الاستنزاف.. شهادات إسرائيلية»، فضلاً عن عدد من الدراسات التى تهتم بالتاريخ المعاصر والحديث وفترة ثورتى 25 يناير و30 يونيو المجيدة. وهل حصلت على جوائز أخرى قبلها فى مصر؟ - لم أحصد أى جوائز داخل مصر سابقاً، ولكن فزت بعدد من الجوائز التشجيعية والتقديرية وكذلك التكريم ولكن من خارج مصر، وأشيد بجهود وزارة الثقافة وكذلك نزاهة اللجان التى فحصت الأعمال، وعلى رأسهم عضو اللجنة الدكتور ماجد عثمان، وتشرفت بفوزى بالجائزة، وأن تستحوذ أعمالى على تصويت معظم أعضاء اللجنة. وكيف ترى دور الدولة حالياً فى الاهتمام بالمفكرين والمثقفين والأدباء؟ - هناك تطور واهتمام كبير من الدولة بتكريمهم وتقديرهم، باعتباره حافزاً للإنجاز والتقدم وبذل الجهد لتقديم الأفضل، فضلاً عن أنه يعمل على ترسيخ قيمة كبيرة لوجدان المثقفين، كما أن جائزة الدولة للتفوق هى أحدث جائزة أضيفت إلى مجموعة جوائز الدولة، والتى أصبحت تقدر مكانة المثقفين والمفكرين، عما كان سابقاً لإدراكها أن التنمية لا تحدث إلا بعودة مكانة العلوم والثقافة مرة أخرى. ما تقييمك للكتب التى تناولت تاريخنا المعاصر عبر السنوات الماضية؟ - سردُنا للتاريخ المصرى عبر السنوات الماضية كان مغايراً للواقع والحقيقة فى كثير من الأشياء، ومنها ما يحتاج إلى تنقية وإعادة سرد، وأنا من عشاق التاريخ وفنونه، كما أننى مهتم بسِير العظماء والأحداث الكبرى التى غيرت التاريخ، وأرى أنه يجب الاهتمام بالتاريخ كمادة بالمدارس، فضلاً عن إقراره لتخريج طلاب الجامعات، كمقرر قومى لتنمية الوعى التاريخى، ويجب على الإعلام أن يخصص جزءاً كبيراً من برامجه لسرد التاريخ وعرض القصص والشخصيات الحقيقية، وتاريخ مصر أصابه فى عدد من فترات الزمان شوائب غيَّرت وقائعه وحقائقه ويجب تنقيتها. ثقافة الشباب المكون التاريخى فى ثقافة شبابنا متراجع جداً، وذلك للعديد من الأسباب التى من أبرزها قلة ما يشاهدونه أو يدرسونه من مواد تاريخية تحكى الواقع.