للمرة الأولى منذ ثورة 30 يونيو، تتزامن زيارة وفد من الكونجرس الأمريكى بقيادة رئيس لجنة الاستخبارات الدائمة، السيناتور مايك روجرز، مع زيارة وفد روسى برئاسة قائد القوات الجوية، فيكتور بونداريف، إلى مصر، أمس، حيث التقى المشير عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وفد الكونجرس الذى بدأ زيارة إلى مصر أمس الأول تستغرق يومين. وقالت مصادر سيادية مسئولة إن زيارة وفد الكونجرس جاءت بناءً على طلب وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل، لبحث استراتيجية العلاقات العسكرية بين مصر، والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، فى ضوء الزيارة الأخيرة التى أجراها «السيسى» إلى روسيا، وأضافت أن الوفد الأمريكى عقد اجتماعات مع قيادات عسكرية وأمنية مصرية، وأكد لهم أن وزارة الدفاع الأمريكية تضغط على الرئيس الأمريكى باراك أوباما من أجل إعادة العلاقات العسكرية مع مصر إلى طبيعتها. ووصف السفير عبدالرؤوف الريدى، سفير مصر الأسبق لدى واشنطن، الزيارة ب«المهمة للغاية» فى ظل الأصوات التى تطالب أوباما بالتراجع عن سياسته تجاه مصر بعد أحداث 30 يونيو، وقال إن هناك العديد من الجهات الأمريكية وأبرزها الأمن القومى، ولجنة الاستخبارات فى الكونجرس تريد تعزيز العلاقات واستئناف المساعدات العسكرية لمواجهة الإرهاب لضمان استقرار المنطقة، فيما اعتبر الدكتور مجاهد الزيات، رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، الزيارة ناتجة عن القلق الأمريكى من التقارب المصرى الروسى. من جهة أخرى، أوضحت مصادر سيادية، أن زيارة الوفد الروسى إلى القاهرة تأتى لتفعيل صفقة الطائرات الروسية التى من المقرر تسليمها لمصر خلال الفترة المقبلة، وتقدر بحوالى 24 طائرة من نوع «ميج» بقيمة تقريبية 1.7 مليار دولار، وأشارت إلى أن الوفد التقى، أمس، عدداً من قادة القوات المسلحة على رأسهم «السيسى»، وأوضح الوفد أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين كلفهم بالاستماع لكل مطالب القيادة العامة للجيش المصرى وأنواع الأسلحة التى تحتاجها، كما طالب الوفد الروسى بتفعيل التعاون الاستخباراتى بين البلدين لمواجهة الإرهاب خلال الفترة المقبلة.
