السلطة الذكورية.. يا ترى أقول أيه ولا أيه عليها؟ إنها بتنسف شخصية المرأة.. يبقى لا أعطيها حقها، لأن الست لما بيضيع ليها حق بيكون بمزاجها، والمصيبة أساساً إن اللى بتطالب بحقوق المرأة بتحتقر المرأة. يعنى مثلاً لما كان أخويا يشرب كباية الميه ويقوللى: روحى ودّيها، واقوله: ما تروح تودّيها انتَ، أنا مش خدّامة، يروح رادد: لأ.. إنتى خدامة. واما اشتكى لماما تقوللى: أيوه ما انتى خدامة، غير إنه أخوكى الكبير ولازم تحترميه، ومهما اعترضت فلا حياة لمَن تُنادى. وامّا كبِر واتجوّز سمعت جملة تحرق الدم وهى: «جوز خالتك بيقول قولى لبناتك لو ابنك قلّ أدبه أو شتم اخواته ميردوش، أصله بيكوّن شخصية قدّام مراته»، قال يعنى الشخصية ماتجيش إلا لما اتهزأ واسكت، رغم إن الجملة ممكن تبقى: احترم اخواتك البنات قدّام مراتك عشان تحترمك. دا غير لما كنت باخد دروس وييجى ميعاد منهم الساعة 7 أو 8، الدنيا تخرب، إزاى أروح درس الساعة 8 واخرج منه 9 أو 9 ونص؟ والجملة المشهورة: «والناس تقول عليكى أيه؟»، مع العلم إن اخويا وقتها كان دايماً ييجى البيت الساعة 2 أو 3 صباحاً، وساعات كتيرة بعد الفجر، واما اعترض واقول لماما: ما أحمد بييجى متأخر ولا حد بيقوله حاجة، ترد دايماً بالجملة المعتادة اللى شوية وهتجيبلى جلطة: «بس أخوكى ولد». دا كله كوم وموضوع الرحلات دا كوم لوحده، إزاى أروح رحلة فى الكلية فيها صبيان وبنات؟! لأ طبعاً ماينفعش، ولازم طبعاً تحلف علىّ عشان ماروحش لأنها عارفة طبعاً إنى مش هاكسّر حلفانها، دا غير طبعاً رحلات الأقصر وأسوان لأن فيها بيات، والمصايف اللى مش لازم نروحها أصلاً، لأن «أخوكى مش عايز ييجى معانا»، فى حين إن فى نفس الشهر، أخويا راح قضى أسبوع كامل لوحده فى مرسى مطروح، وطبعاً دا عادى لأنه ولد، واحنا لما نتجوز هنروح رحلات مع اجوزانا بقى، قال يعنى لازم أفضل محبوسة لأنى بنت ولسة ماتجوزتش. الغريبة إن كل صاحباتى البنات اللى ليهم اخوات صبيان بيشتكوا من نفس المشكلة، والأغرب إن الأم نفسها كانت بتشتكى من نفس المشكلة قبل ما تتجوز وتخلف، طب ليه بقى بعد الجواز والخلفة تاخُد من بنتها كل حقوقها وتربيها على إنها خدامة ومستقبلها الوحيد انها تتجوز وتقعد فى بيت جوزها؟ رغم إن اللى تتعامل فى بيت أهلها كخدامة هتروح بيت جوزها عشان تتعامل كخدامة برضو، ببساطة لأنها هتتجوز واحد عاش عمره كله على: ازاى يقهر الست ويعيش ديكتاتور. يعنى الست بتشتكى من ضعف قوتها وسلطة الراجل، ورغم كده بتربى بنتها على الضعف، وابنها على ازاى يبقى ديكتاتور، وهتمر سنين وهتفضل المشكلة هىّ المشكلة، لأنها بقت زى الحلقة المفرغة ومهما لفّت لازم ترجع لنقطة البداية تانى. هأنهى كلامى بحقيقة تخوّف وتعصُر القلب، وهى إن الإشاعة اللى بتطعن فى عرض ست بتبتدى دايماً بلسان ست. دينا محمد