عين الائتلاف الوطني السوري المعارض قائدا جديدا للجيش السوري الحر اليوم، بعد عام شهد تراجع تأثير مقاتلي المعارضة داخل سوريا. وقال الائتلاف، المدعوم من الغرب، اليوم، إنه عين العميد الركن عبد الإله البشير قائدا للجيش الحر خلفا للواء سليم إدريس، الذي ينظر إليه كعلماني معتدل. وبرر الائتلاف قرار الإقالة بالغارة التي شنها مقاتلون منافسون على مستودع أسلحة تابع له. وقال الائتلاف في بيان، إنه يأمل في أن يقوي البشير دور الجيش الحر"كأحد أهم أدوات الثورة السورية في مواجهة نظام القتل والإرهاب والدمار". ويأتي هذا القرار بعد سلسلة من المحادثات الفاشلة حتى الآن في سويسرا بين ممثلي الرئيس بشار الأسد والمعارضة في الخارج لمحاولة حل الأزمة المندلعة منذ ثلاث سنوات. كما يأتي بعد عام على الأقل من فقدان الجيش السوري الحر للتأثير على الأرض لصالح جماعات متشددة، كان من بينها الدولة الإسلامية في العراق والشام التابعة لتنظيم القاعدة. وقال متحدث باسم الائتلاف العسكري للتحالف، المشرف على الجيش السوري الحر، إن نقطة التحول جاءت بعدما استولى مسلحون مرتبطون بالقاعدة على مستودعات أسلحة تابعة للجيش، بالقرب من الحدود مع تركيا في ديسمبر. دفعت هذه الغارة الغرب إلى وقف مفاجئ لإمداداته، ما ترك المقاتلين دون أسلحة، وأصاب قوات المعارضة بالضعف. وقال العقيد قاسم سعد الدين على قناة العربية "لقد انتظرنا ثلاثة أشهر بعد الهجوم والاستيلاء على مستودع الأسلحة.. لكن الوضع أصبح أسوأ حالا.. وبدأت الانقسامات داخل المعارضة المسلحة.. لم تكن هناك قيادة عسكرية.. تناثرت القيادة العسكرية، وكل قائد لواء بات يعمل بمفرده". وأضاف سعد الدين أن أعضاء آخرين بالمجلس غضبوا عندما لم يلق إدريس باللائمة علنا على مقاتلين منافسين في سرقة مستودعات السلاح. وأشار إلى أن الغارة كانت بمثابة ضربة للروح المعنوية. وفي السياق ذاته، قال سعد الين إنه تمت إقالة إدريس بإجماع المجلس العسكري للتحالف. كان من المفترض أن يوحد إدريس المقاتلين الذين ظهروا بعد القمع الدموي للانتفاضة السلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مارس 2011. وأعاد إدريس تنظيم صفوف مقاتلي المعارضة لأكثر من عام تحت قيادة عسكرية موحدة تمسى المجلس العسكري الأعلى. ولكن ينظر دائما إلى الجيش الحر أنه ضعيف، لاسيما مع اختلاف وتردد الحلفاء العرب والغربيين بشأن تزويده بأسلحة قوية. واستأنف مسؤولون غربيون في يناير إرسال المساعدات غير الفتاكة، مثل معدات الاتصال. يشار إلى أن البشير هو رئيس المجلس العسكري لشؤون منطقة القنيطرة بالقرب من هضبة الجولان المحتلة، حسبما أفاد آرون لوند رئيس تحرير موقع "سوريا في أزمة" التابع لمؤسسة "كارنيجي" البحثية. وأضفا لوند أن البشير انشق في صيف عام 2012، ومن المقرر أن يكون نائبه العقيد هيثم الفصيح، والذي كان من منتقدي إدريس.