رفض أهالى الطفلة زينة والمتظاهرون المتضامنون معهم، الذين تجمهروا أمس أمام مبنى محكمة بورسعيد الابتدائية، حكم المحكمة بالحبس 15 سنة لقاتلى الطفلة، وصرخت الأم شيماء غزال، عقب النطق بالحكم مرددة: «هذا ظلم.. حرام.. لو كانت زينة ابنة وزير أو قاضى لأُعدم المتهمان فوراً»، ولم تتحمل الأم الصدمة فسقطت مغشياً عليها وتم نقلها إلى مستشفى «آل سليمان» التخصصى، وبعد استعادة وعيها قالت ل«الوطن» إنها تطالب المشير عبدالفتاح السيسى بتبنى قضية زينة لأنها لم تعد قضية طفلتها فقط، بل قضية كل أمهات مصر، وكما وقف المشير مع الشعب ضد ظلم نظام حكم الإخوان، فهى تطالبه بالاستثناء وتغيير قانون الأحداث، لأن ما فعله المتهمان بابنتها ينافى للرحمة وسيؤكد تطبيق الحكم أننا لسنا فى دولة قانون أو تطبيق روحه بل فى قانون الغابة، وقالت إن هذا الحكم يؤكد صراحة أن لكل حدث أن يقتل. ونددت بعدم اتخاذ إجراءات قانونية فى المحضر الذى حررته منذ شهرين ضد والدة المتهم محمود كسبر إثر تهديدها بتكرار ما حدث لطفلتها لباقى أخواتها، وقالت إن ابنها يعيش حياة رغدة فى السجن بمالها ونفوذها، ونددت الأم بالإجراءات الأمنية المشددة لحماية متهمين وصفتهما بالذئاب. من جانبها صرخت جدة زينة، التى قامت بتربيتها منذ ولادتها مع أمها: «حرام.. يا رب انتقم منهم، خلينى أشوفهم يسقطو من فوق أعلى مكان كما فعلوا بعصفورة الجنة.. آه يا زينة.. قتلوا ضحكتى جوا القلب، رموكى بدون رحمة ثم حكموا عليهم بالسجن والحياة». كانت قوات الأمن قد حاصرت مبنى محكمة بورسعيد الابتدائية منذ الساعات الأولى من صباح أمس، وتم وضع أجهزة المراقبة والكاميرات والكلاب البوليسية المدربة داخل المبنى وخارجه وأعلى السطح، بإشراف اللواء محمد الشرقاوى مدير أمن بورسعيد، وقيادات البحث الجنائى والأمن الوطنى والجيش الثانى الميدانى والأمن المركزى والقوات الخاصة والحماية المدنية وتم إغلاق الشوارع المحيطة. كما تقرر إيقاف جميع الجلسات بالمحكمة باستثناء جلسات اللجان المستأنفة وتجديد الحبس، ولم يكن هناك سوى جلسة الطفلة زينة، وذلك ضمن الإجراءات الأمنية، وتم منع دخول المحامين إلا مَن لهم علاقة بالقضية، كما اصطف المتظاهرون، خاصة من ألتراس المصرى، منذ الصباح مع والدة زينة وأهلها ورددوا هتافات تندد بالإجراءات الأمنية المشددة المبالغ فيها، من بينها «القناصة ليه.. إحنا مجرمين ولا إيه؟»، «إحنا بنطالب بالعدل والإعدام للبواب وابن الرقاصة»، «وآه لو كانت بنت وزير.. كانت ألف رقبة تطير» و«القصاص فى القرآن الراس بالراس». ورفع المتظاهرون صور زينة ورفضوا مغادرة محيط المحاكمة مؤكدين أنهم سيقتصون لروح زينة بأيديهم من القتلة عاجلاً أو آجلاً، وأكدوا أن الإجراءات الأمنية فى قضية زينة لم يشهدها تاريخ المحاكمات من قبل، وقال أهالى الطفلة إنهم أعطوا القضاء الفرصة للحصول على حق ابنتهم، وبعد الحكم الذى لم يرضهم أكدوا أنهم سيأخذون حقهم بأيديهم. وقالت هناء سمير، إحدى المشاركات فى المظاهرة، وهى تبكى: «كنت أتمنى أن يعدموا قتلة الطفلة البريئة، فهل لو كانت بنت القاضى كان هيحكم بالسجن؟ وأطالب بتعديل قانون الطفل طبقاً للقرآن وليس لقانون الطفل العالمى»، فيما قال وليد محمود: «تأكدت اليوم بالحكم فى قضية زينة أن القضاء فى مصر فى منتهى الظلم أن يُسجن قاتلا زينة وينعما بالحياة التى حُرمت هى منها».