كلمة قالها المشير عبدالفتاح السيسى خلال ندوة نظمتها القوات المسلحة لتكريم أسماء الشهداء الأبطال فى حادث الإرهاب الخسيس لسقوط المروحية العسكرية فى سيناء، «الشعب حر فى اختياره» تعنى تعدد المرشحين للانتخابات الرئاسية، وطرح البدائل أمام المواطنين لاختيار البديل الأنسب لقيادة المرحلة الصعبة القادمة، الشعب حر فى اختياره تعنى الإيمان المطلق بالديمقراطية، وأن السيادة للشعب الذى يقرر ما يراه مناسباً لظروفه، وملبياً لطموحاته، ومكرساً وقته وجهده لإقالة الدولة من عثرتها الحالية، وبهذه المناسبة، أجد لزاماً أن أتقدم للأخ والصديق حمدين صباحى بالشكر على شجاعته الفائقة وصلابته الوطنية، وقراره الصائب بنية خوض الانتخابات الرئاسية القادمة بغض النظر عن النتائج، فالجميع يدرك أن الديمقراطية تقوم على التعددية والتنوع، وإتاحة الفرصة للناخبين للاختيار بين أكثر من بديل، وهو ما يحقق بجلاء أهداف الثورتين فى 25 يناير و30 يونيو، فالمنافسة هذه المرة ستكون بين الجيد والأجود، بدلاً من الانتخابات الرئاسية السابقة التى كانت بين السيئ والأسوأ، هكذا تحقق الثورة غاياتها بوجود شخصيات وطنية راقية ونزيهة تخوض معركة تنافسية شريفة لاختيار الأكثر قدرة ودراية على قيادة دفة الأمور فى المرحلة القادمة. إن وجود منافسة حقيقية فى الانتخابات الرئاسية تغلق الباب تماماً على الموتورين الذين رأوا فى ثورة 30 يونيو انقلاباً عسكرياً، فالأمر فى النهاية موكول للشعب المصرى، من يعبر عن أحلامه وطموحاته، ومن تم اختباره من قبل وأثبت جدارته، ومن لديه القدرة والحنكة فى التعامل مع المتغيرات الراهنة داخلياً وخارجياً. إن إقدام حمدين صباحى على الترشح يثرى الانتخابات الرئاسية، ويعكس صورة إيجابية لمصر فى الخارج، ومع كل التقدير لكل من يعارض ترشح الأستاذ حمدين بحجة انشقاق الصف الوطنى، لا بد أن نقر أن من يتقدم لمنافسته السيد المشير عبدالفتاح السيسى، إنما هو شخص جسور لا يهاب المنافسة رغم إدراكه الأكيد لضآلة فرص الفوز، ولكنه ينصهر فى مشروع حضارى لإقامة مجتمع ديمقراطى حقيقى يستهدف التحول إلى مجتمع عصرى، يؤمن بتداول السلطة، ويكرس حق المواطن فى الاختيار بين أكثر من بديل. من جهة أخرى يأتى إعلان الجمعية العمومية لحركة «تمرد» عن دعمها للمشير عبدالفتاح السيسى فى خوض الانتخابات الرئاسية تعبيراً عن نبض الشارع فى استكمال أهداف الثورة، دون التقليل من شأن بعض قيادات الحركة الذين أعربوا عن تأييدهم لحمدين صباحى مثل حسن شاهين ومحمد عبدالعزيز وغيرهما من الشباب الواعد، فتلك هى الديمقراطية ولكل فرد الحق الكامل فى اتخاذ القرار الذى يناسبه، ولا نملك سوى احترام من يختلفون معنا فى الآراء طالما ينبع هذا الاختلاف من رغبة صادقة فى طلب الأفضل، فاختلاف الآراء ظاهرة إيجابية، ومن الطبيعى أن يكون لكل مرشح داعمون ومساندون. من جانب آخر ننتقل إلى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وتصريحاته الغريبة وغير المبررة لعدم ترشحه لخوض انتخابات الرئاسة وتبريره لذلك بأنه «لن يشارك بالتدليس على الشعب»، رافضاً ما سماه «ديكور انتخابى محسوم مسبقاً لصالح مرشح معين تدفعه للرئاسة مجموعات مصالح كبيرة من رجال الأعمال والقنوات الفضائية المحسوبين على نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك». فى الحقيقة هذا كلام لا يستحق عناء الرد، لأنه يكشف بجلاء عن فقدان الثقة بالذات، وعدم الإيمان بالديمقراطية، وأثر ثقافة السمع والطاعة، ولعله فعل خيراً لأن الساحة لا تحتمل أنصاف المواقف والمتلونين والمتمحورين حسب الظروف، فقد انكشف الغطاء عن المتحولين والمرتدين لعباءة الخيبة والهوان، فالثورة ماضية فى تحقيق أهدافها ولو كره الكارهون.