واصل الآلاف من عمال غزل المحلة، أمس، إضرابهم المفتوح عن العمل لليوم الرابع على التوالى، احتجاجاً على تعنت الحكومة فى عدم إقالة المهندس فؤاد عبدالعليم، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة، والبدء فى تطبيق الحد الأدنى للأجور للعمال. ونظموا مسيرات جابت ساحة الإضراب بميدان طلعت حرب، داخل أسوار الشركة، كما حملوا نعوشاً رمزية ل«عبدالعليم» طافوا بها ساحة الإضرابات بميدان طلعت حرب ومصانع وأقسام الشركة، ورددوا هتافات وشعارات مثل «ارحل ارحل ياللى مابتفهمشى.. امشى يلَّا مش عاوزين» و«لا لا للفاسدين داخل شركات وقطاعات الغزل والنسيجى» و«مطالبنا شرعية.. ولن نتنازل عن حقوقنا». كما امتنعوا عن دخول مصانعهم على الرغم من موافقة اللجنة الوزارية المشكلة من وزراء الاستثمار والقوى العاملة والصناعة على صرف حافز الشهرين المتأخرين منذ نهاية العام الماضى. ومزق العمال منشوراً أقره المحاسب عبدالفتاح الزغبة، المفوض العام لشركة غزل المحلة، الذى أعلن فيه موافقة الحكومة على صرف حافز الشهرين واحتساب 4 أيام إجازة، وبدء العمل الرسمى بقطاعات ومصانع الشركة من يوم السبت المقبل. وأوضح ناجى حيدر، رئيس ائتلاف عمال مصر، أن العمال جمعوا 5 آلاف توقيع لسحب الثقة من «عبدالعليم»، موضحاً أنه لا تهاون من العمال حيال تطهير الشركة ممن وصفهم بالفاسدين، حفاظاً على مستقبل أبنائهم وذويهم. من جانبه، خاطب المهندس محمد الصباغ، وكيل وزارة القوى العاملة بالغربية، القيادات العمالية بالشركة، واستمع إلى مطالبهم التى تضمنت إقالة رئيس الشركة القابضة للصناعات النسيجية وتطبيق الحد الأدنى للأجور والبدء فى ضخ استثمارات مالية جديدة لتطوير جميع قطاعات ومرافق الشركة وصرف علاوة 92 بأثر رجعى لجميع العمال المهدرة حقوقهم. كما أرسل فاكساً بمطالب العمال إلى كمال أبوعيطة، وزير القوى العاملة، لتلبيتها، حفاظاً على الصالح العام وسرعة إدارة عجلة الإنتاج. فيما أيد وزير القوى العاملة مطالب العمال الشرعية ودعاهم إلى العودة للعمل، حتى لا تتكبد الشركة خسائر فادحة. من جانبهم، شكل المعتصمون لجاناً شعبية لحماية العمال والمصانع، ومن بينهم «طارق محمد السعيد» بقسم الغزل، الذى اصطحب صغيره «يوسف»، الذى يبلغ من العمر عاماً، مشيراً إلى أن دخله الشهرى لا يتجاوز حاجز 700 جنيه، يدفع منها 400 جنيه إيجاراً للشقة، وشدد على أن أجور زملائه ضعيفة جداً إذا ما قورنت بمسئولى الأقسام والإدارات بالشركة. كما اتهم صالح عبدالمنعم غازى، 59 سنة، بقسم غزل 8، مجلس إدارة الشركة بالتخاذل الشديد، مبيناً أن الإدارة ترفع شعار «عاوز تنجز إبرز ونجز»، ما يبرر تفشى المحسوبية والواسطة بأقسام الشركة، وكشف العامل، الذى شارك فى حرب أكتوبر، عن حرمانه من أى ترقيات على مدار أكثر من 45 سنة قضاها فى خدمة الشركة، ظل خلالها يحتل الدرجة التاسعة طوال عمره، وأكد أن الشركة تخلت عنه عندما ألمت به أزمة صحية قبل عامين. وقال جمال عزت الدمرداش، 54 سنة، عامل صيانة تمشيط 3 بالشركة، إنه أصيب بسبب ماكينة الكرد التى تسببت فى تآكل يديه واضطر إلى إجراء عملية «توصيل أوتار وأوردة»، لكنه فوجئ بمدير مستشفى الشركة يتجاهل علاجه على نفقة الشركة.