مضيفة مغلقة بالضبة والمفتاح، هى الشىء الوحيد الباقى من أملاك عائلة محيى الدين، أشهر عائلة سياسية فى كفر شكر بالقليوبية، المضيفة التى شهدت أهم الأحداث السياسية فى تاريخ مصر باتت مهجورة، والواقع يؤكد أن تاريخ العائلة السياسى متوقف لحين إشعار آخر بعد اعتزال رموزها، وسفر محمود محيى الدين، وزير الاستثمار فى النظام السابق، إلى الولاياتالمتحدة قبل الثورة بشهور قليلة، ليتولى منصب نائب مدير البنك الدولى، وفشل العائلة فى العثور على مرشح مناسب خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة. ربما لا يعرف كثير من أبناء القليوبية أن آل محيى الدين فى كفر شكر جزء مهم من تاريخ السياسة فى مصر منذ ثورة يوليو 1952، إذ شارك أبناء العائلة فى ثورة يوليو، وكان أبرزهم زكريا محيى الدين، عضو مجلس قياة الثورة الذى تولى منصب وزير الداخلية فى الستينات، وتولى منصب رئيس الجمهورية حينما تنحى عبدالناصر بعد هزيمة 67، ثم اعتزل العمل السياسى بعد هذه الفترة. ويعتبر خالد محيى الدين، عضو مجلس قيادة الثورة، أحد أبرز الضباط الأحرار، الذى كان يمثل المعارضة فى هذا المجلس، وأسس فى عهد السادات حزب التجمع، ليقود المعارضة تحت قبة البرلمان، ويتصدر المشهد السياسى إلى أن تقدم به العمر، واعتزل العمل السياسى. ويذكر تاريخ العائلة السياسى الراحل الدكتور فؤاد محيى الدين، رئيس الوزراء الأسبق، الذى كان عضواً فى الحركة الطلابية عن الشيوعيين. ويأتى الدكتور محمود محيى الدين كآخر العنقود فى تاريخ العائلة السياسية، وأبرز وزراء حكومة نظيف، وحظى بدعم من حسنى مبارك الرئيس السابق، وكان محل ثقة نجله جمال، إلى أن عين نائباً لمدير البنك الدولى، قبل سقوط النظام بشهور قليلة، وينقذه هذا المنصب من قدر طال معظم رموز النظام السابق، وبعدها غابت العائلة لأول مرة عن البرلمان فى 2012.