تجتمع قيادة الحزب الديموقراطي أبرز حزب يساري في إيطاليا، اليوم في روما، للاختيار بين رئيس الوزراء الحالي إنريكو ليتا المصمم على البقاء في منصبه وزعيم حزبه ماتيو رينزي الذي يريد أن يحله مكانه. وكتبت صحيفة "لا ريبوبليكا" اليسارية القريبة من الحزب الديموقراطي، إنها المعركة الأخيرة. وأضاف: "وصلنا إلى الجولة الأخيرة من المعركة بين إنريكو ليتا وماتيو رينزي. وفي حال أكدت قيادة الحزب الديموقراطي الانتقادات للحكومة سيضطر رئيس المجلس أن يأخذ علما بالأمر". وفي حين رأت الصحافة الإيطالية أن رحيله بات وشيكا، قلب "ليتا" الوضع مساء أمس بتقديمه خلال مؤتمر صحافي برنامجا حكوميا وبتحديه علنا خصمه. وقال ليتا: "إنني رجل مؤسسات"، مضيفا أنه "ليس من شيمي التخلي عن عملي لخدمة البلاد". وفي إشارة إلى "رينزي"، أضاف ليتا: "على كل شخص أن يتحمل مسؤولياته. على كل شخص خصوصا كل شخص يسعى إلى تولي رئاسة الوزراء أن يفعل ذلك علنا وأن يكشف أوراقه". وتابع: "لا يستقيل الفرد بسبب مناورات"، مذكرا بأن "الحكومات تشكل في البرلمان". وأثار موقف ليتا استياء رينزي الذي كان يأمل بأن يستقيل رئيس الحكومة تلقائيا ليخلفه في هذا المنصب. وذكرت "لا ستامبا": "ليتا يتحدى رينزي: لن أستقيل". وقالت صحيفة "آل كورييريه ديلا سيرا": "ليتا يتحرك لكن رينزي يريد استقالته"، في حين كتبت "لا ريبوبليكا": "رينزي لا يتراجع وليتا يتجه نحو الاستقالة". وفي الافتتاحية، كتب ستيفانو فولي في صحيفة "إل سولي 24 أوري" الاقتصادية" "آخر خطوة لليتا صفعة لرينزي". وضاعف رينزي رئيس بلدية فلورنسا (39 عاما) الهجمات على حكومة ليتا منذ توليه قيادة الحزب الديموقراطي في ديسمبر، منتقدا بطئها وقلة تصميمها. وليتا الذي يسعى إلى الخروج من الأزمة يتهم خصمه ب"الخيانة". وقالت وسائل الإعلام إن اتفاقا ضمنيا بين المسؤولين ينص على أن يدعم زعيم الحزب الديموقراطي رئيس الحكومة حتى نهاية العام 2014 على الأقل. وقالت "آل كورييريه ديلا سيرا": "لعبة خطيرة"، مشيرة إلى أن رينزي يجازف بوصوله إلى رئاسة الحكومة "من دون أن يكون شارك أو فاز في منافسة وطنية انتخابية ومن دون أن ينتخب في البرلمان". ووصل رئيس بلدية فلورنسا على رأس الحزب الديموقراطي بعد الانتخابات التمهيدية التي شارك فيها الناخبون اليساريون ولم يدخل يوما إلى البرلمان الإيطالي. ورأى جوفاني أورسينا الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة لويس في روما، أن شرعية رينزي ستتأثر لأنه لم يحصل عليها من خلال صناديق الاقتراع. ونقلت "لا ستامبا" عن "أورسينا"، قوله إن "من يمارس العمل السياسي يجب أن يكون متعطشا للسلطة"، معتبرا أن "الثنائي رينزي-ليتا أصبح منذ أسابيع عاملا إضافيا للشلل السياسي". وعلى قيادة الحزب الديموقراطي التي تضم 140 شخصا أن تتخذ قرارا بشأن هذه المعركة بين الأخوة، في حين يعاني الحزب من انقسامات ومعارك داخلية شلت نشاطه في الأشهر الماضية. وقال ماسيمو جراميليني كاتب الافتتاحيات في "لا ستامبا": "هذا القرار الأخير في سلسلة قرارات مستحيلة وخطيرة سيتعين على الحزب الديموقراطي اتخاذها. أود أن أدعو قادة الحزب إلى الهدوء قبل القرار الحاسم. مهما كان خيارهم سيكون الخيار الخاطئ".