لم تكف عن العبث في أمن الخليج في الدول العربية، في اليمن دعم لجماعات الحوثيين الذين يسعون إلى تخريب البلاد ونشر الفوضى، وفي دول أخرى دعم لجماعات إرهابية بالتوافق مع دول أخرى لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، إنها إيران السبب الرئيسي لانتشار الفوضى في بعض بلاد المنطقة، سواء كانت طرفًا أو داعمًا، وأخيرًا الاعتداءات التي أدت إلى التصعيد في منطقة الخليج والذي دعت بسببه السعودية مساء أمس، إلى عقد قمتين طارئتين، خليجية وعربية، للبحث في الاعتداءات التي حصلت في الآونة الأخيرة في منطقة الخليج. وقال مصدر في وزارة الخارجية السعودية، إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وجّه دعوة إلى "أشقائه قادة دول مجلس التعاون وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكةالمكرمة" في 30 مايو، لبحث "هذه الاعتداءات وتداعياتها على المنطقة". وبحسب المصدر نفسه، فإنّ الدعوة تأتي "في ظلّ الهجوم على سفن تجاريّة في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابيّة المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالمملكة، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية"، وترصد "الوطن" القصة الكاملة منذ بدايتها كما يلي: البداية من يوم الأحد الموافق 12 مايو، والذي أعلنت فيه الخارجية الإماراتية عن تعرض 4 سفن تجارية لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية بدون أي أضرار بشرية، وأن العمليات التخريبية جرت باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة، موضحة أن هذه السفن هي سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت صباحًا لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة. وبعدها بيومين تحديدًا في يوم الثلاثاء 14 مايو، قالت الولاياتالمتحدةالأمريكية، إن إيران يُشتبه في تورطها بالتفجيرات التي استهدفت السفن التجارية في الإمارات، ونقلت "وكالة أسوشييتد برس" عن مسؤول أمريكي قوله: "إن تقييماً أولياً لفريق عسكري أمريكي يشير إلى أن إيرانيين أو مجموعات تدعمها إيران استخدموا متفجرات لإحداث أضرار بسفن في الخليج"، مضيفًا: "أن الفريق الأمريكي يرى أن الثقوب ناجمة عن عبوات ناسفة، وإن طول الثقب يتراوح بين 5 و10 أقدام، بالقرب من مستوى المياه أو أسفله مباشرة". وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية آنذاك أن التقييم الأوّلي "يرجح وقوف إيران وراء الهجوم الذي تعرضت له أربع سفن شحن في الخليج، لكنه ليس تقييماً نهائياً بعد". ووفقً لما ذكره موقع "الخليج أونلاين"، جاء ذلك بعد أن قال مسؤول أمريكي إن الجيش يساعد في التحقيقات المتعلقة باستهداف السفن قبالة إمارة الفجيرة، بناء على طلب من الإمارات. فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية أن الجيش الأمريكي يساعد في التحقيقات المتعلقة بحادث تخريب السفن قبالة إمارة الفجيرة. وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران برايان هوك، إن بلاده سعيدة بتقديم المساعدة التي طلبها الإماراتيون لإجراء التحقيقات، مضيفاً أن "سياستنا الخارجية تسعى إلى إزالة كل القوات الخاضعة لسيطرة إيران من سوريا". وفي اليوم نفسه، أعلنت السعودية أن هجوما استهدف محطتي ضخ لخط أنابيب رئيسي ينقل النفط من شرق البلاد إلى غربها، واعتبر وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الهجوم الذي أدى إلى وقف ضخ النفط هجوما "إرهابيا"، في المقابل، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن العملية هي رد على "الجرائم والحصار" في اليمن، على حد تعبيره. وفي اليوم التالي الموافق 15 مايو، أعلنت إيران بدء تنفيذ الإجراءات المرتبطة بوقف بعض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، حيث نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" عن مصدر مطلع في منظمة الطاقة الذرية قوله إنه: "تم البدء في تنفيذ الإجراءات المرتبطة بوقف بعض التزامات إيران ضمن الاتفاق النووي، وذلك تنفيذا لقرار المجلس الأعلى للأمن القومي". وأضاف المصدر أن "وقف البرامج المتعلقة بمراعاة سقف إنتاج اليورانيوم المخصب، وكذلك إنتاج الماء الثقيل بشكل غير محدود في منشآت اراك، المؤكد على تنفيذهما في مهلة ال60 يوما المعنية بالخطوة الأولى، يكون من البرامج التي نتبعها بجدية. وأوضح أنه سيتم تنظيم جولة لممثلي وسائل الإعلام قريبا في المنشآت النووية في نطنز واراك حتى يطلع الرأي العام على الإجراءات التي تم تنفيذها. وفي يوم الجمعة الموافق 17 مايو، قال رئيس اللجنة النووية في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النور، إن الحرب ضد إيران، ستمهد لحرب عالمية ثالثة، وأن أي هجوم على إيران سيعني القضاء على إسرائيل خلال نصف ساعة. وأشار إلى أنه يمكن للولايات المتحدة أن تبدأ الحرب، لكن نهايتها لن تكون بيدها، لافتًا إلى أنه في حال استهداف القطع العسكرية الأمريكية في مياه الخليج فلن يبقى منها سوى "تل من الرماد"، مشيرا إلى أنه " قبل أن يهدأ غبار أي هجوم على إيران ستضرب الصواريخ الإيرانية قلب تل أبيب"، وذلك وفقا لشبكة "روسيا اليوم" الإخبارية. وفي يوم السبت الموافق 18 مايو، وافقت المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى على طلب أمريكي بإعادة انتشار قواتها في مياه الخليج، لتدعو السعودية، مساء أمس، إلى عقد قمتين طارئتين، خليجية وعربية، للبحث في الاعتداءات التي حصلت في الآونة الأخيرة في منطقة الخليج. ورحبت الإمارات، فجر اليوم، بالدعوة إلى القمتين، وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان، إن "الظروف الدقيقة الحالية تتطلب موقفاً خليجياً وعربياً موحداً في ظل التحدّيات والأخطار المحيطة، وإن وحدة الصف ضرورية". وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت السعودية، اليوم، أنها لا تسعى إلى حرب مع إيران، لكنها حذرت من أنها ستدافع عن نفسها ومصالحها "بكل قوة وحزم"، وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحفي في الرياض إنّ بلاده "لا تريد حرباً ولا تسعى لذلك وستفعل ما بوسعها لمنع قيام هذه الحرب، وفي الوقت ذاته تؤكد أنه في حال اختيار الطرف الآخر الحرب، فإن المملكة سترد على ذلك بكل قوة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها"، ودعا الجبير إلى "التحلي بالحكمة وأن يبتعد النظام الإيراني ووكلاؤه عن التهور والتصرفات الخرقاء وتجنيب المنطقة المخاطر".