يبدو أن لعنة التوازن السياسي فى تشكيل الحكومات، خرجت من مصر، إلى الشاطئ الآخر من البحر الأبيض المتوسط، لتصيب اليونان، التى أعلن فيها زعيم حزب باسوك الاشتراكي اليوناني إيفانجيلوس فينيزيلوس، اليوم، قرب إجراء انتخابات تشريعية جديدة، فى غضون شهر على الأكثر، بعد فشل الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية، على إثر الانتخابات التى أجريت فى السادس من مايو الجارى، والتى كشفت نتائجها فشل كافة الأحزاب السياسية المتنافسة فى الوصول إلى أغلبية كافية لتشكيل الحكومة. وقال فينيزيلوس: "نتجه مجددا نحو انتخابات في خلال بضعة أيام في ظروف سيئة جدا"، في ختام اجتماع حاسم مع قادة أربعة أحزاب سياسية أخرى، دعا إليه الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس، فى حين اكتفى بيان صادر عن الرئاسة بالإشارة إلى أن "جهود تشكيل الحكومة انتهت دون نجاح". ومن المنتظر أن يدعو "بابولياس"، غدا، كافة الأحزاب لتشكيل حكومة تصريف أعمال تمهيدا لإجراء انتخابات تشريعية جديدة، بعد أن شكل اجتماع اليوم، الفرصة الأخيرة، له، لتشكيل حكومة تسعى إلى إخراج البلاد من المأزق السياسي الذي يقلق شركاء اليونان الأوروبيين والجهات الدائنة لها، أي الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وقد شارك في الاجتماع، الزعيم المحافظ لحزب الديموقراطية الجديدة أنتونيس ساماراس وفينيزيلوس، ورئيس حزب سيريزا اليساري المتطرف ألكسي تسيبراس، وزعيم اليسار الديموقراطي فوتيس كوفيليس، ورئيس حزب اليونانيين المستقلين بانوس كامينوس، فيما لم يتم دعوة حزب النازيين الجدد إلى اللقاء، الذى رفض الشيوعيون المشاركة فيه. وتحاول اليونان، منذ أسبوع، تأليف حكومة ائتلافية بعدما أخفق كافة الأحزاب المتنافسة فى الانتخابات التشريعية الأخيرة فى الفوز بالأغلبية التى تمكنها من حق تشكيل حكومة.