لأنه لم يجد أفضل من أن يواجه الموت بالقرب من حبيبته، لذا قرر أن يبدأ حياته معها وسط حطام الاشتباكات الدامية.. ارتدى واقي للرصاص وخوذة وغطاء على الوجه، تحرك صوب ميدان "الاستقلال" في أوكرانيا، وركع على ركببتيه، عارضًا على حبيبته الزواج وسط رائحة الغازات وأصوات الرصاص.. ففي أكثر اللحظات انكسارًا يولد الأمل. "جينيا وناستيا"، ثنائي أوكراني، يعيشان في مدينة كييف، التي انتشرت فيها الاحتجاجات والمظاهرات منذ أكثر من شهرين، حيث قررا أن يشاركان في المظاهرات معًا في ميدان "الاستقلال"، وهو نفس الميدان الذي شهد لحظة عرض "جينيا" الزواج على "ناستيا". ظهر "جينيا" وهو يرتدي ملابس واقية ضد الرصاص، ووقفت "ناستيا" وهي تغطي وجهها بالكامل للتغلب على رائحة الغاز المسيلة للدموع، بينما تفاجأت بحبيبها يركع على الطريقة الأمريكية ليعرض عليها الزواج، بالرغم من الظروف من حولهما. استعان "جينيا" بمكبر للصوت ليعرض عليها الزواج، ويستطيع أن يتغلب صوته على صوت الرصاص والقنابل، وبعدها أخرج "خاتم الزفاف" ليعرضه عليها، بعد أن وافقت على الزواج منه. انتشرت صورهما على مواقع الأخبار العالمية، حيث التقطها المصور أولكسندر ستشيفسكي، عن طريق الصدفة، وقرر أن ينشرها، ليعرض نموذجًا يثبت أن الحب يقدر على مواجهة الرصاص والعنف في العالم كله.