قضية شهداء «مذبحة استاد بورسعيد» ليست أسعد حالاً من قضايا شهداء ثورة يناير، صراع قضائى وحقوقى بلا جدوى تقريباً. عام جديد يسحب المزيد من ستائر النسيان على إحدى المجازر التى شهدتها المرحلة الانتقالية، فى ظل حكم المجلس العسكرى بقيادة المشير محمد حسين طنطاوى. وحدها أم الشهيد لا تغفر ولا تنسى «القصاص». «ليس بعد الضنا من عزيز»، تأتى ذكرى المذبحة وتجلب معها الدموع فى عيون والدة الشهيد إسلام حسن، أحد شهداء مذبحة استاد بورسعيد، والألم لا يفارق قلبها حزناً على الفراق، فضلاً عن محاولات «دفن القضية». كان الشك يهوّن عليهم الصدمة فى بداية علمهم بالحادث، لكن عثور والد الشهيد على جثمان نجله حسم الأمر «ابنى زى غيره، بقى شهيد منسى، من يوم ما اتقتل ومحدش بيتكلم عنه ولا حد يعرف عنه حاجة، مفيش غير أصحابه اللى كانوا بيسألوا عنى أول ما مات، وقلت ربنا هيعوضنى بيهم عشان بشوف ابنى فى وشوشهم». 14 عاماً فقط، قضاها «إسلام» على قيد الحياة، كان الابن الأكبر بين 3 أولاد وبنت، «إخواته صغيرين ربنا يحميهم، بس برضه فراق إسلام قتلنى»، تقولها والدة «إسلام» مؤكدة أن نجلها «كان بيعشق النادى الأهلى وكل خناقاته مع إخواته علشان بيتفرج على ماتشات الإعادة، وكان كل حلمه إنى أوافق على إنه يشارك فى الألتراس، لأنى كنت رافضة ده، علشان دراسته ومذاكرته». حبه للنادى الأهلى كان مقتصراً على متابعة مبارياته عبر شاشة التليفزيون فقط، حيث كان والده يمنعه من حضور المباريات، لكن ومع إصراره، وافق الوالد على أن يحضر «إسلام» مباراة «المذبحة» لتكون المرة الأولى والأخيرة «كان لسه منضم للألتراس من شهرين بعد ما جاب 95% فى الإعدادية، قدَر ومكتوب». جمال نوفل، المدير التنفيذى لاتحاد كرة القدم، فرع بورسعيد، أكد أنه لا يوجد مبادرات صلح، لأن «كابوهات» ألتراس الأهلى مسئولون عن هذه الأحداث، حينما تعاملوا مع الإخوان عن طريق خيرت الشاطر وابنه وحصلوا على مزايا كبيرة جداً منهما، واستغلوا الأحداث وخططوا لها لإحداث مشاكل فى بورسعيد. وأضاف أن «الشاطر» نجح فى تنفيذ مخططه الذى ساهمت الظروف بشكل كبير فى عمله بتدبير محكم درسوه بعناية لعمل فوضى داخل استاد بورسعيد تؤدى إلى كارثة، مشيراً إلى أنهم فشلوا فى إحداث فوضى كان مخططاً لها فى مباراة غزل المحلة والأهلى قبل الحادث بأيام، مؤكداً أن بورسعيد بريئة تماماً من دم المشجعين.