72 ساعة هى الفترة الزمنية التى قضاها ضباط ومجندو قطاع الأمن المركزى، فى تأمين المنشآت الحيوية بالقاهرة منذ صباح الجمعة وحتى انتهاء ثالث جلسة لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى وقيادات جماعة الإخوان الإرهابية فى قضية قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية التى جرت وقائعها فى ديسمبر 2012، لم يستسلموا للضعف ولا للنوم ولم يحصلوا على قسط من الراحة خلال تلك الساعات. روى الضباط تفاصيل رحلة نقل الرئيس المعزول من محبسه بسجن برج العرب بالإسكندرية وقالوا بأن «المعزول» استسلم للأمر الواقع ولم يثر أى مشاكل ولم ينطق سوى ب«ربنا كبير وهينصر الشرعية»، خلال رحلة نقله لمقر محاكمته بأكاديمية الشرطة، واكتفى باختلاس نظرات للحراس المحيطين به حتى الوصول فى الثامنة من صباح أمس. وأضاف الضباط أنه كان من المقرر نقله فى المساء وبسبب سوء الأحوال الجوية لم يتم نقله وتم تغيير الخطة. قوات العمليات الخاصة توجهت لسجن برج العرب فى تمام الساعة 3 فجر أمس، وانتظروا حتى الصباح وتحركوا من السجن بعد أن تناول الرئيس المعزول الإفطار فى الساعة 6.30، وقال مصدر إنه فور وصوله للأكاديمية وقبل بدء الجلسة بساعتين تم إدخاله إحدى الغرف بها تليفزيون يبث القنوات المحلية، وطلب «المعزول» تناول كوب من الشاى ومياه. وأضاف مصدر أمنى أن إدارة مصلحة السجون أبلغت طاقم العاملين برئاسة الجمهورية إبان حكم «المعزول» والمتهمين فى ذات القضية، وهم: أحمد عبدالعاطى وأيمن هدهد وأسعد شيخة وعصام الحداد وآخرون، أن الجلسة سوف تبدأ فى تمام ال9 صباحاً، ليكونوا مستعدين فى الساعة 6.30 صباحاً ليتم نقلهم من داخل السجون، وأشرف على خطة نقل المتهمين اللواء مدحت المنشاوى مساعد وزير الداخلية مدير إدارة العمليات الخاصة، وقال «المنشاوى» ل«الوطن» أثناء تفقده الحالة الأمنية فى محيط الأكاديمية إن «ضباطى وجنودى لم يذوقوا طعم النوم منذ 72 ساعة وهم على أتم الاستعداد للتضحية من أجل حماية الوطن، وإنه يتم رصد أى أعمال إرهابية قد تقع، وإن هناك تنسيقاً مع قطاعى الأمن الوطنى والأمن العام فى نقل المتهمين، وشارك فى تأمين موكب المتهمين إدارتا المرور والبحث الجنائى». وأشار المصدر إلى أن جميع المتهمين استسلموا للأمر الواقع فى محاكمتهم وتنفيذ لوائح السجون والقانون وذلك بعد الجلسة الأولى لقضية الهروب من «وادى النطرون» وحزم وشدة رئيس المحكمة شعبان الشامى، فضلاً عن معاقبة حازم أبوإسماعيل بالحبس لمدة سنة على يد المستشار محمد شرين فهمى بعد أن سخر الأول من هيئة المحكمة، وأكد المصدر أن المتهمين تبادلوا الحديث فيما بينهم أثناء رحلة التوجه للأكاديمية، وكان حديثهم يدور حول عبارة «اللى هيتعدى حدوده أثناء المحاكمة هيحبسوه زى حازم ويقطعوا عنه الصوت زى مرسى». من ناحية أخرى، روى عدد من الضباط والمجندين القائمين بأعمال التأمين بأنهم لم يذوقوا طعم الراحة لمدة 3 أيام وذلك بسبب الأحداث التى تشهدها البلاد، وأنهم تلقوا تعليمات منذ صباح أمس الأول «الجمعة»، تفيد بنشر القوات بمناطق عين شمس والمطرية ووسط البلد والزيتون لتأمين المنشآت الحيوية والتصدى لأعمال التخريب التى يقوم بها عناصر تنظيم الإخوان الإرهابى، ووقعت اشتباكات بمناطق عين شمس والمطرية وأكد الضباط أنهم متحدون للجماعة فى مقابل حماية الوطن ومستمرون فى تأمين محاكمات «المعزول» وقيادات الجماعة وإن استمرت أياماً، واصفين أنفسهم بأنهم أصحاب «النفس الطويل». وقال ضابط بقطاع العمليات الخاصة برتبة نقيب، إنه منذ عزل الرئيس السابق وهو مكلف بتأمينه فى الطائرة فى رحلات الذهاب والعودة من أكاديمية الشرطة، وتبادل الحديث معه مؤكداً أن «المعزول» مصاب بصدمة مما يجرى حوله، وبعض الأوقات يصرخ قائلاً: «أنا الرئيس الشرعى»، ويصف ما حدث بأنه انقلاب، بينما يلتزم الصمت فى رحلات أخرى مكتفياً بمشاهدة برامج التليفزيون على القنوات المحلية ويتحدث قليلاً إلى حراسه.