قال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى عَقَد، ظهر اليوم، بقصر الاتحادية، قمة ثلاثية مع العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى بن الحسين، وعادل عبدالمهدى، رئيس وزراء العراق، تناولت مباحثاتها سبل تعزيز التعاون الثلاثى المشترك فى مختلف المجالات، فى إطار العلاقات التاريخية والمتميزة التى تجمعهم. وأضاف «راضى»، فى بيان اليوم، أن البيان الختامى للقمة تضمن أهمية العمل لتعزيز مستوى التنسيق بين الدول الثلاث، والاستفادة من الإمكانات التى تتيح التواصل الجغرافى وتكامل المصالح الاستراتيجية والاقتصادية، إضافة للروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين شعوبهم، لتطوير التعاون بين مصر والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق فى مختلف المجالات، فى ظل ظروف دقيقة تمر بها الأمة العربية، وتحديات غير مسبوقة يواجهها الأمن القومى العربى. كما تضمن البيان استعراض القادة لآخر التطورات التى تشهدها المنطقة العربية، مؤكدين عزمهم على التعاون والتنسيق الاستراتيجى فيما بينهم، ومع سائر الأشقاء العرب، لاستعادة الاستقرار فى المنطقة، والعمل على إيجاد حلول لمجموعة الأزمات التى تواجه عدداً من البلدان العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، ودعم حصول الشعب الفلسطينى على جميع حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته على ترابه الوطنى وعاصمتها القدسالشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة، والأزمات فى سوريا وليبيا واليمن وغيرها. دعم حصول الشعب الفلسطينى على جميع حقوقه المشروعة.. وإعادة إعمار العراق وعودة النازحين.. وتشكيل فريق عمل لمتابعة أعمال القمة الثلاثية وأعربوا عن التطلع لأن تؤدى القمة العربية القادمة فى تونس لاستعادة التضامن وتعزيز العمل المشترك فى إطار جامعة الدول العربية، مؤكدين أهمية مكافحة الإرهاب بجميع صوره ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية. وشدد القادة على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب، خاصة فى ضوء الانتصار الذى حققه العراق فى المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابى، والتضحيات التى بذلها أبناء الشعب العراقى فى هذا الإطار، وانتهاء السيطرة المكانية لتنظيم داعش فى سوريا، مؤكدين دعمهم الكامل للجهود العراقية لاستكمال إعادة الإعمار وعودة النازحين وضمان حقوقه وحقوق مواطنيه التى انتهكتها عصابات «داعش» الإرهابية التى عدتها قرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية. وأكدوا أهمية العمل المكثف والمنسق لتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحديثة فى المنطقة العربية، بوصفها الضمانة الحقيقية ضد مخاطر التشرذم والإرهاب والنعرات الطائفية والمذهبية التى تتناقض مع روح المواطنة والمؤسسات الديمقراطية وحماية استقلال البلدان العربية ومنع التدخل فى شئونها الداخلية. واتفق القادة على أهمية الاجتماع بصفة دورية لتنسيق المواقف والسياسات فيما بين الدول الثلاث من أجل تحقيق مصالح شعوبهم فى الاستقرار والازدهار الاقتصادى وتحقيق الأهداف المشتركة من خلال التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وبناء علاقات دولية متوازنة. كما قرر القادة تشكيل فريق عمل لمتابعة أعمال هذه القمة، تحت رعاية القادة الثلاثة، لتنسيق أوجه التعاون الاقتصادى والإنمائى والسياسى والأمنى والثقافى كما اتفقوا على معاودة الاجتماع فى موعد ومكان يتم الاتفاق عليه فيما بينهم. وكشف المتحدث الرئاسى، ل«روسيا اليوم»، أن القمة الثلاثية هدفها تعزيز التعاون العربى المشترك، مشيراً إلى أنها «تتضمن شقين، الأول: تنموى وتجارى واقتصادى، والثانى: سياسى وأمنى»، وأن هدفها تعزيز التعاون العربى المشترك، لصالح الشعوب، فى إطار المنفعة والاحترام المتبادلين. واعتبر «راضى» أن «تجربة مصر التنموية الكبرى ستكون حاضرة أيضاً، والشق الأمنى والسياسى مهم جداً فى ظل النجاح الذى حققته مصر فى مكافحة التنظيمات الإرهابية، كما نجح العراق أيضاً فى دحر الإرهاب فيها، ومن ثَم فإن تبادل المعلومات مهم للغاية، لأن المقاتلين الأجانب الذين يشكلون عماد وأساس هذه التنظيمات، انسحب منهم مَن انسحب، وهناك احتمالات بأن يعودوا إلى بلادهم الأصلية، أو ينقلوا إلى المحيط الإقليمى»، مضيفاً: «ما يهمنا كدول تتعاون مع العراق، ألا يتم انتقال هؤلاء الإرهابيين إلى محيط آخر، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات». وأشاد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالنتائج الكبيرة التى حققها العراق فى محاربة الإرهاب، والقضاء على تنظيم داعش الإرهابى، مؤكداً فى لقائه برئيس الوزراء العراقى عادل عبدالمهدى، بالمشيخة، أن الأزهر يفتح أبوابه لكل العراقيين، مرحِّباً بمزيد من التعاون فى مختلف المجالات العلمية والدعوية، والمزيد من المنح للطلاب العراقيين الدارسين بالأزهر، أو تدريب الأئمة والخطباء على التعامل مع القضايا والمشكلات التى تواجههم، بما يمكِّنهم من الإسهام فى تحقيق الاستقرار والتعايش المجتمعى فى العراق. وأبدى «عبدالمهدى» تطلُّع العراق لرفع مستوى التعاون مع الأزهر الشريف باعتباره أكبر مؤسسة إسلامية، موضحاً أن الأزهر يحظى بمكانة كبيرة بين أبناء الشعب العراقى بكل مكوناته وأطيافه، بسبب مواقفه المخلصة والحيادية تجاه العراق، وكونه على مر تاريخه مظلة جامعة لكل أبناء الأمة.