اسمهم دائماً يظهر عقب الحروب أو الثورات أو بعد الإعلان عن تولى الرئيس سلطات الحكم فى البلاد، يُثقلون أكتافهم بالنجوم والنياشين، يستعدون بقلوب منكسرة، يحصل هو «أحياناً» على لقب «القائد الأعلى للقوات المسلحة»، بينما يملك الآخر مفاتيح السيطرة على الجيش فهو القائد الأعلى عملياً «وزير الدفاع»، مناصبهم مُهددة لأكثر من نصف قرن بالزوال فى أى لحظة، أو مع أى قرار رئاسى، يستسلمون لهذه القرارات أو ينعون مصيرهم، فينتحر بعضهم، أو يظلون راقدين على سرير المرض منتظرين موتهم، ويرحلون فى هدوء خالعين بزاتهم العسكرية، متنازلين عن لقب «الرئيس» أو «المشير» التى كانت تبث الرعب فى قلوب الجنود، عندما يعلمون بأنه قد يمر عليهم -وفقاً لبوستات تم تناقلها على صفحات فيس بوك- نُسبت لبعض الجنود الذين كان لهم رئيسان «رئيس الدولة والمشير» الذى بعد إقالته أعلنوا فى واقعهم الافتراضى: «إن الحكم إلا للريس». «عبدالحكيم عامر» الذى قام الرئيس جمال عبدالناصر بترقيته من منصب «رائد» إلى «مشير» دفعة واحدة، تعرض كرسيه للزوال بعد نكسة 67 وقرار رئاسى أنهى مستقبله، حيث أعفى من جميع مناصبه وأحيل للتقاعد ثم وضع قيد الإقامة الجبرية فى منزله، لم يستسلم «عامر» إلا لشىء واحد فقط وهو الموت، وتعددت السيناريوهات «مات مسموماً أم انتحر لتأثره بالهزيمة التى ألحقت الجيش المصرى فى حرب الأيام الستة».. «أحمد إسماعيل» القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية خلال حرب أكتوبر 1973م، منحه الرئيس السادات رتبة «المشير» فى 19 فبراير عام 1974، ليتوفى بعدها عن 57 عاماً فى أحد مستشفيات لندن، «محمد عبدالحليم أبوغزالة» أقاله الرئيس المصرى السابق محمد حسنى مبارك من منصب وزير الدفاع سنة 1989، وكان يحمل رتبة «المشير» منذ 1982، ثم توفى عام 2008 بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة.. «ثعلب الصحراء» أو «عبدالغنى الجمسى» رُقى إلى رتبة «المشير» بعد استقالته من وزارة الحربية عام 1974، ثم رحل فى صمت بعد حياة حافلة عاصر خلالها 4 حروب هى «حرب فلسطين 1948، وحرب العدوان الثلاثى 1956 على مصر، وحرب يونيو 1967، ثم حرب أكتوبر 1973». «رتبة نحس» هكذا يُطلق عليها اللواء السابق طلعت مسلم، فأغلب من رُقى إلى رتبة «المشير» لم ينله عدم التوفيق، وجلبت سوء الحظ لأصحابها، ويتابع «مُسلم»: «عبارة عن شرارة لحامليها فهى أسمى وأعلى رتبة عسكرية فى القوات المسلحة ولا يصل إليها إلا القائد العام للقوات المسلحة، ولا يسمح أن يكون هناك أكثر من مشير واحد فى الخدمة فى نفس الجيش، ولذلك تكون العين على الشخص الذى يحملها».. حتى المشير طنطاوى، وفقاً للخبير الاستراتيجى «بعد إقالته طالته الاتهامات من قبل شباب الثورة وجماعة الإخوان المسلمين».