"المتهم كان يعاني من مرض الاضطراب الضلالي وقت ارتكاب جريمة القتل، وأنه لم يكن في كامل قواه العقلية حين ارتكاب جريمة القتل التي راح ضحيتها والداه، فكان لزاما على المحكمة القضاء ببراءة المتهم من التهم الموجه إليه"، بتلك الجملة أسدلت محكمة جنايات دمنهور الستار على قضية ذبح أحد الشباب لوالديه بمنطقة "التمليك" بمحافظة البحيرة. وكانت هيئة المحكمة، أمرت بفحص حالة المتهم من حيث الاضطراب النفسي والعقلي ومدى تأثيرها عليه، وندب لجنة من الأطباء النفسيين لفحص حالة المتهم، وإعداد تقرير عن حالته النفسية والعصبية وقت ارتكاب الجريمة وخطة علاجه لو ثبت إصابته بالمرض النفسي. وقال جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الاضطراب الضلالي، يعني أن يكون شخص لديه أفكار خاطئة ثابتة تجاه شخص معين أو حدث معين، وليس لها مصدر موثوق أو لا تعتمد على أي أساس من الصحة. وأكد فرويز ل"الوطن"، أن أنواع الاضطراب الضلالي عديدة، لافتًا إلى أن هذه الأنواع منها ضلالات التتبع، ويتوهم فيها المريض أن هناك من يراقب تحركاته ويترصد به على الدوام، وضلالات الاضطهادية، التي يخيل للمريض بها أن الجميع يضطهدونه ويكرهونه ولا يريدون له الخير. وأكد أن ضلالات العظمة نوعٌ آخر من أنواع الاضطراب الضلالي، وهي التي يتخيل فيها المريض أنه وصل إلى مرحلة من العظمة، ولم يصل إليها شخص آخر، وهي مدخل إلى جنون العظمة. وأشار إلى أن أحد أخطر أنواع الاضطراب الضلالي يسمي الاضطراب التشككي، والتي يشك فيها المريض في جميع من حوله، ويفقد الثقة حتى في أقرب الناس إليه، وهو نوع من الصعب للغاية أن يستجيب فيه المريض للعلاج. وأوضح استشاري الطب النفسي، أن الاضطراب التشككي يصاحبه في بعض الحالات هلاوس سمعية وبصرية، مؤكدًا أنه في هذه الحالة يتحول إلى اضطرابات فصامية، وتلك الاضطرابات تقود المريض بها إلى القيام بأفعال لا يكون مدركًا لقيامه بها، من الممكن أن تصل إلى قتل من يشك بهم.