اشْترَطتْ علينا الدُنيا، الحياة.. ف التزمنا نحن حقها بالوجود.. ف كيف نصغي للصمت؟ أراها من بعيد، تَسكُنُ روحها القَمر.. فلا هي على الأرض، ولا هي قُربَ السماء يحيطُنا شَجَنُ الهواء، وموسيقاه.. وصَوتُ الهمساتِ، رقيٌّ وملاذ ابتسَمتْ، أراها تلعب على الهواء، كَمن تَعزفُ على البيانو.. كمن تَستَمع لشئ بخيالها فتعزف وتعزف.. وتُسْمعَ من حولها سمفونِية الصمت ف كيف نصغي للصمت، إلا بقلبٍ يَحملُ دقات الهيام وروحًا تطوف رَغم الوجع.. كيف نصغي للصمت، إلا إذ وُجدنا في ملكوت الخَيال الحياة مِثلُها، إحساس.. جمالٌ أخاذ، تَخَافُ القُرب منه ف يزول وتَخَاف الابتعاد ف لا يكون لحواسك نَصيب مثلُ تِلك اللحظات، نُخطَتَف أو نَهرُب.. مثلُ تِلك اللحظات، ننسى أن نتنفس، ولكن نبقى أحياء انتهت من العزف، التَفت إليَّ، ورَحَلْت كالسراب اشْترَطتْ علينا الدُنيا، الحياة.. لكنها ما التَزَمتْ البَقاء.