«احنا اتخرب بيتنا» الجملة التى تتردد على كل ألسنة أهالى شارع بورسعيد، محلات لا تنقطع فيها حركة البيع والشراء، مول تجارى تكسرت واجهته واحترقت ماكيناته الكهربائية، أفران عيش ما زال عجينها «طرياً» ينتظر معاينة النيابة ليستحق التعويض «إذا كان فيها تعويض». حالة من الصمت أمام كل محل فى شارع بورسعيد حيث انفجار مديرية الأمن، أصحاب المحلات ما زالت تعتريهم حالة الذهول، العاملون فيها جمعتهم الأرصفة، «ماحدش يشيل قشاية» كلمات عماد ابن صاحب فرن «الشامى» الشهير أمام مديرية الأمن بينما «صاجات الكحك» المعروض أمام واجهة الفرن قد غطاه وابل من الزجاج المكسر والتراب الناجم عن الانفجار «أنا خسرت عجين بعشرة آلاف جنيه غير المكنة والفرن ودول تمنهم لوحدهم 70 ألف، غير بقى خسائر المكان نفسه مش عارف هنعمل إيه»، يجلس الأب لا يردد سوى كلمة واحدة «الحمد لله» شاخصاً ببصره إلى السماء لا يتكلم ولا يعلق «العوض من عند ربنا.. العوض من عند ربنا» هكذا يعلق الحاج على ما حدث لأقدم أفران الحى. لم يكن فرن الشامى هو المكان الوحيد المتضرر بل ما جاوره من محلات لم تخل من الضرر، بحسب الحاج حسن صاحب محل الجزارة «التلاجات كلها فرقعت وسقف المحل وقع كله الحمد لله على كل حال»، الحاج حسن الذى لا يفارق لسانه الحمد والشكر «أنا بحمد ربنا أن المحل كان فاضى ومفيش عمال لو كان راح حد فيهم كنا هنعمل إيه قضا أخف من قضا»، الحاج «حسن» لا يأمل فى تعويضات الحكومة: «الحكومة دلوقتى ما بتعوضش حد همّا يعنى كانوا عوضوا محلات المنصورة بعد تفجير المديرية اشمعنى يعنى هيعوضونا احنا». «مول الأزهر» الذى ينتظر عماله يوم الجمعة من كل أسبوع جاء يوم الجمعة هذه المرة بما لا تشتهى السفن «جينا نجرى أول ما سمعنا الخبر لقينا اللى حصل حصل المول محتاج 100 ألف عشان يرجع زى ما كان بس نحمد ربنا أن البضاعة معظمها سليم وإن النار ما مسكتش فى المول جابته للآخر». محال الأدوات الصحية القريبة من موقع التفجير كان لها نصيب من الخسائر؛ فخسرت معظم بضائعها بعد أن تكسر المعروض منها من أطقم حمامات وسيراميك: «إحنا جينا لقينا الحاجة كلها اتفلقت نصين، البانيوهات والحمامات والأحواض، كأن حد دخل وكسرها».. الحاج محمود صاحب محل «الجوهرة» اعتبر خسائر ما حدث فى محله أمس لا تقل عن 50 ألف جنيه، بينما كان نصيب «محمود»، صاحب محل الموبايلات خلف المديرية، هو أقل الخسائر: «الحمد لله جت على كام رف وباب المحل فى داهية، المهم فلوس الناس ما تضيعش، الحكومة يوم تعويضها بسنة».