لاذ المئات، بينهم العديد من المسلمين، بكنيسة كاثوليكية شمال شرق عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى بانجي هربا من العنف في البلاد. وتجمع نحو ستمائة نازح في الكنيسة في بوالي على بعد ثمانين كيلومترا شمال شرق بانجي والتي تخضع لحماية قوات حفظ السلام الفرنسية التي تحرس المجمع. وتشهد جمهورية إفريقيا الوسطى أعمال عنف طائفية منذ عدة شهور، حيث قتل أكثر من ألف شخص في بانجي خلال عدة أيام من شهر ديسمبر فقط. وفر نحو مليون إنسان من ديارهم جراء أعمال العنف. وقال ملازم فرنسي قال إن اسمه توماس، قال إن بوالي تسيطر عليها مجموعة مكافحة "بالاكا" (واق من المنجل باللغة المحلية)، مشيرا إلى أن الأشخاص المتواجدين داخل الكنيسة يحظون بالحماية حتى إجلاؤهم من المنطقة. وقالت امرأة مسلمة تدعى زينابا إن زوجها قتل ونقل ثمانية من أطفالها التسعة إلى بانغي في شاحنة. وقالت: "ليس بوسعي أن أفعل أي شيء. هذه (مشيرة إلى الفستان الذي ترتديه) هي قطعة الملابس الوحيدة التي تركت لي. ليس لدي أي شيء". ويتعرض مدنيون مسلمون إلى تهديدات متزايدة في أعقاب حكم زعيم الانقلاب ميشيل جوتوديا ومقاتليه المسلمين في غالبيتهم والذين يلقى عليهم بالمسؤولية في عشرات الفظائع ضد غالبية سكان البلاد من المسيحيين. وتحت ضغوط دولية متصاعدة، تنحى جوتوديا عن السلطة التي تولاها عشرة أشهر بعدما اتضح أنه لا يسيطر على المقاتلين الذين أتوا به إلى السلطة ويسمون بالسيليكا. وحثت رئيسة البلاد المؤقتة كاثرين سامبا بانزا المقاتلين على التخلي عن سلاحهم فيما حلفت اليمين الدستورية لتولي المنصب أمس الخميس، رغم أن الناهبين يجتاحون أحياء المسلمين وتتصاعد التوترات الطائفية في مختلف أنحاء البلاد.