أكد الدكتور حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء، أن ذكرى 25 يناير ترسخت في الأذهان والضمير المصري، على مدى تاريخ طويل بدأ عندما قامت قوات الشرطة الباسلة بالدفاع عن أرض القناة أمام المحتل البريطاني فكان يوما مجيدا في تاريخ الشرطة وتاريخ الوطنية المصرية للدفاع عن استقلال البلاد وكرامتها، وفي ذكرى هذا اليوم الخالد خرجت جموع الشعب في يناير 2011 للتأكيد على الحرية من حكم الاستبداد لا تقل أهمية وخطورة عن التحرر من الاستعمار، فالاستقلال عن المحتل الأجنبي لا يكتمل إلا بعودة السلطة الكاملة إلى أبنائها. وقال الببلاوي، في كلمته بمناسبة ذكرى 25 يناير: "أراد الشعب، واستجابت إرادة الله لدعوات المصريين، وانحازت قواتنا المسلحة الباسلة لإرادة الشعب، فتكللت ثورة الخامس والعشرين من يناير بالنجاح، ولقد أبهر شعب مصر العالم أجمع على مدار ثمانية عشر يوما من أيام ثورة يناير، فانحنى الجميع إعجابا بقدرة هذا الشعب على القيام بثورة سلمية منظمة، تضافرت فيها جهود المصريين، وانصهرت كل فئات الشعب فى بوتقة واحدة، يجمعها يقين راسخ بقدرتها على التغيير". وأضاف: "تحية إجلال وإكبار إلى أرواح شهداء مصر الأبرار.. شهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير.. الذين بذلوا دماءهم الزكية من أجل رفعة وطنهم، وضحوا بأرواحهم لتعيش الأجيال القادمة حياة حرة كريمة. ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى مصابي الثورة، وأسر الشهداء، وأؤكد لهم أن رعايتهم واجب علينا، وأننا لن نتخلى عنهم، وأن مطالبهم تمثل أولوية لدى الحكومة نسعى لتلبيتها بكل ما لدينا من إمكانيات". واستطرد: "ثلاثة أعوام انقضت وثورة يناير ماضية في طريقها لتحقيق أهدافها.. بعد أن اكتسبت زخماً جديداً وقوة دافعة حققتها ثورة الثلاثين من يونيو وهي الثورة التي جاءت لتؤكد على مبادئ ثورة يناير، وتعلن تمسك الشعب بمكتسبات يناير وأنه لن يسمح لأي نظام حاكم أن يحيد عن تحقيق أهداف الثورة، أو أن يختطف البلاد لصالح جماعة أو فصيل". وأوضح الببلاوي، أن مصر الآن تعيش مرحلة انتقالية بالغة الأهمية، ونشكر الله العلي القدير أن وفقنا لإنجاز خطوة أساسية من عناصر خارطة المستقبل وهو دستور البلاد الذي أقره الشعب بأغلبية كاسحة، برهنت على حجم التأييد والمساندة التي تحظى بها خارطة المستقبل، كما مثلت شهادة جدارة بأن هذا الدستور هو دستور الشعب كله، وليس دستور فئة أو جماعة أو فصيل. وقال: "أتوجه بتحية خاصة إلى نساء مصر الفضليات، واللاتي خرجن من كل ربوع مصر، في مشهد حضاري أبهر العالم للتصويت على الدستور، فضربن بذلك أروع الأمثلة في الوعي والحس الوطني، وهذا عهدنا بهن على مر التاريخ". وأوضح أن المرحلة المقبلة تتطلب منا جميعا أن نتكاتف من أجل رفعة هذا الوطن، وأن نبذل الجهد والعرق حتى ننال ما نصبو إليه من رخاء لنا وللأجيال القادمة، فلا توجد أمة تقدمت بغير العمل والاجتهاد وتحمل المسؤولية، فلا توجد دولة ارتقت إلى مراتب التقدم والتنمية بغير سواعد أبنائها، فقوتنا في أبنائنا وسواعدهم خاصة من الشباب الذين هم أغلى ما تملكه مصر، وهم رهاننا على المستقبل، فعلينا جميعاً مسؤولية تاريخية لكؤ نضاعف العمل، وأن يتفانى كل منا في إنجاز مسؤولياته بجد واجتهاد وإتقان، وأن يراعي الله في وطنه فلا يكلفه ما لا يطيق، وأن يسأل نفسه أولا ماذا قدمتُ لوطني قبل أن يطالب بمزايا جديدة. وقال: "إن مصر وهي تنادي اليوم جميع أبنائها لتحمل مسؤولياتهم، فإنها أحوج إليهم من أي وقت مضى، فالطريق شاق وطويل.. لكن شعاع الأمل موجود وقوة، وأبواب التنمية تنتظر من يطرقها بصبر وعزيمة وإخلاص.. ونحن واثقون من النجاح.. واثقون في أن ما نقوم به الآن سيجعل حاضر المواطن المصري أفضل من ماضيه، ومستقبله أفضل من حاضره".