دخل قطاع البترول مرحلة "اللعب مع الكبار" بعد أن استطاعت مصر تنفيذ مخطط لتهيئة وجذب استثمارات كبريات الشركات العالمية العاملة في القطاع. ووفق المخطط يمضي المشروع القومي لتحويل مصر لمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والبترول بخطى ثابتة سواء على صعيد زيادة إنتاج الغاز والبترول أو تطوير البنية الأساسية لتخزين وتداول وتوزيع المنتجات البترولية وكذلك زيادة الطاقة التكريرية من خلال مشروعات جديدة منها مشروعات المصرية للتكرير وتوسعات معمل "ميدور" ومجمع إنتاج البنزين والسولار بأسيوط، التي سيجري الانتهاء منها تباعا خلال الفترة المقبلة. ومنذ بداية العام الجاري، نجح قطاع البترول في فتح شهية كبار اللاعبين على الاستثمار في مصر، حيث كانت النتائج التي أعلنت خلال مؤتمر"إيجبس 2019" دليلا على أن القطاع البترولي يقود قاطرة التطور من أجل الحصول على مكانة دولية مميزة بين كبرى الدول النفطية في المنطقة. ووفقا لطارق الملا وزير البترول، فإن المؤتمر الذي عقد الأسبوع الماضي، كان بمثابة مؤشر إيجابي لدخول شركات كبرى جديدة في مجال البحث والاستكشاف في مصر لأول مرة كشركة "أكسون موبيل" وزيادة الشركات العاملة لاستثماراتها وعودة شركة "شل" للمشاركة فى المزايدات وفوزها بخمس مناطق في مزايدتي هيئة البترول و"إيجاس". وأكد الملا أن قطاع البترول لديه خططًا طموحة لزيادة إنتاج الثروة البترولية بالتوازي مع تطوير وتحديث كافة قطاعات الصناعة البترولية في مصر، لافتا إلى أن العام الجاري سيشهد إطلاق الأنشطة البترولية فى منطقة البحر الأحمر لأول مرة لاكتشاف الموارد البترولية والغازية فى تلك المنطقة البكر. وحصد مؤتمر "إيجيبس2019" الذي عقد مؤخرًا حجم استثمارات جديدة دخلت السوق المصري، محققا نتائج مبهرة، أبرزها ترسية 12 امتيازًا للبحث والتنقيب عن النفط والغاز في مصر على شركات عالمية والشركة المصرية العامة للبترول، باستثمارات تراوحت بين 750 و800 مليون دولار، وفوز شركات «نبتون إنيرجى» «ميرلون» و«شل» و«إينى» و«العامة للبترول» ب7 امتيازات للتنقيب عن النفط فى مصر،من خلال حفر39بئراً،كما فازت شركة«شل إيجبت» ب3 مناطق امتياز. كما فازت شركات «شل» و«إكسون موبيل» و«بتروناس» و«ديا» و«بى. بى» و«إينى» ب5 امتيازات للتنقيب عن الغاز بحفر20بئراً،كما شهدت مزايدة «إيجاس»دخول شركة إكسون موبيل لأول مرة أعمال البحث والتنقيب. وشهد وزيرالبترول توقيع مذكرة تعاون بين «مصر للبترول» و«بتروناس» الماليزية لاستغلال الطاقات الفائضة بمجمع الزيوت بالعامرية، وبذلك يكون القطاع البترولي حصد أكثر من800 مليار دولار خلال الفترة الماضية. وعلق رئيس مجموعة "بي بي" العالمية للبترول بوب دادلي مؤخرًا أن استثمارات المجموعة في مصر تفوق أي دولة بالعالم، وهو ما أكد عليه رئيس "توتال" الفرنسية بأن الفرص الاستثمارية في قطاع الغاز المصرى الأكثرجذبا عالميا. ويعقد قطاع البترول على تولي مصر رئاسة للاتحاد الإفريقي أملا دفعات قوية لخطط قطاع البترول وزيادة التعاون مع دول إفريقيا فيما يخص صناعة البترول. في المقابل شهد القطاع البترولي في العام الماضي، سلسلة النجاحات في مقدمتها توصيل الغازلنحو مليون وحدةسكنية الغاز للمرة الأولي بعد إطلاق مبادرةالتوصيل بدون مقدمات أوفوائد وبالتقسيط على 6 سنوات، كما أطلق قطاع البترول بنزين 95 الجديد ذي العلامة التجارية، والذي شهد اقبالا كبيرا لمواكبته محركات السيارات الحديثة وتحقيقه وفرا في الاستهلاك 19مشروعًا ب 4.72 مليار دولار، وتستمر الوزارة فى تنفيذ مشروعات جديدة حاليًا والإعداد للبدء فى مشروعات أخرى ضمن خطتها لتنمية حقول الغاز حتى العام 2022 بواقع 19 مشروعًا تقدر استثماراتها بنحو4.72 مليار دولار ويبلغ إنتاجها من الغاز8.4 مليار قدم مكعب يوميًا و56 ألف برميل متكثفات. وتحقق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى المنتج محليًا بنهاية سبتمبر الماضي بفضل تزايد الإنتاج المحلي من الغاز تدريجيًا نتيجة الانتهاء من تنمية ووضع مراحل جديدة من أربعة حقول كبرى في البحر المتوسط على خريطة الإنتاج وهو ما أدى إلى التوقف عن استيراد الغاز الطبيعي المسال لأول مرة منذ أكثر من 3 سنوات، وبالتالي ترشيد استخدام النقد الأجنبي الموجه للاستيراد وتقليل فاتورة الاستيراد التي تشكل عبئًا على الموازنة العامة للدولة.