«الرئيس سيكون منتخباً وليس متوافقاً عليه، لأنه لا يوجد فى الديمقراطية توافق حول تزكية مرشح، يوجد فقط انتخاب»، هكذا بدأ عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين، لقاءً خاصاً عقده مع ممثلى عدد من الصحف العربية مساء أمس الأول بمقر مجلس الشورى، أوضح خلاله أنه واثق من ترشح الفريق عبدالفتاح السيسى للرئاسة، وسيمنحه صوته إذا ترشح، وأضاف أن «كل الطرق تؤدى إلى السيسى». وأكد «موسى» أن الدستور الحالى هو دستور الجمهورية الثالثة ويختلف عن دستور الجمهورية الثانية فى فلسفته وصياغاته، وما أقره من حقوق وحريات، مؤكداً أنه دستور يراعى متطلبات القرن الحادى والعشرين، ويحمل كثيراً من الثوابت الوطنية، إضافة إلى الديناميكيات الجديدة، ويقوم على عدة أسس، هى «الديمقراطية، والمدنية، والمواطنة، والحرية، والعدالة الاجتماعية المقترنة بالتنمية، وسيادة القانون». وأكد «موسى» أن البرلمان المقبل له حق إعادة النظر فى كل القوانين السابقة واللاحقة عليه، بما فيها قانون التظاهر، وتابع: «هذا الدستور سيُطَبّق، وهو أكبر دستور نال مشاركة المصريين بعد الثورة، مقارنة بدستور 2012 أو الاستفتاء الدستورى فى 2011». وعن الموقفين القطرى والتركى، قال «نختلف معهما فى مواقفهما وصياغات رأيهما، لكننا نعيش فى عصر مختلف، ولا يمكن منع أحد من التعليق على ما يجرى هنا وهناك، سواء تعليقات إيجابية أو سلبية، لكننا نقول لهما نحن بدأنا الديمقراطية بالدستور». وأكد «موسى» أن دور مصر الخارجى «ضعيف» حالياً، ولكن «واجبنا الأساسى هو إصلاح أحوال مصر من الداخل، ثم الحديث عن الدور المصرى، لكن مع استمرار الجهود الدبلوماسية فى مشكلات متصاعدة كقضية سد النهضة الإثيوبى، خصوصاً أن بعض الدول فى مثل هذه القضايا تستغل انشغالنا الداخلى وتصعد ضدنا»، وشدد على أن دور مصر سيكون أفضل بعد إعادة ترتيب البيت المصرى من الداخل. وأكد أن المصالحة مع الإخوان مسألة مطروحة، وليست مستحيلة. وأضاف: «المصالحة تعتمد على أمرين، هما: هل الإخوان مستعدون للمصالحة، أم لا؟ ثم ضرورة وقف العنف تماماً، وأنا لا أرى أى مؤشرات على استعدادهم للمصالحة والعودة للعمل الوطنى الشامل، علما بأن هذا الدستور لم يُقصِ أحداً، ولم يفرق بين الإخوان وبقية المصريين، والدستور لا يمنع الإخوان من العودة إلى العملية السياسية، والإخوان يمكنهم الترشح فى الرئاسة والبرلمان فى إطار الدستور، وعندما تنتخب المؤسسات وتنشأ الشرعية سيكون لهم نظر فى موقفهم». ورداً على سؤال حول أهمية وجود قائد مصرى مثل «نيلسون مانديلا» لتحقيق المصالحة، قال: «مصر ليس بها مانديلا، ولا غاندى، والآن لديها السيسى». وفيما يتعلق بالعنف المحتمل خلال ذكرى 25 يناير المقبلة، قال: «لا يصح أن نقلل من خطورة هذا اليوم، فليكن يوم 25 يناير، يوم احتفال وليس دماء، لا نريد أن نفعل كما فعل خيرت الشاطر، حين قال لى فى لقائى به إن 30 يونيو هتيجى وتمشى زى اللى قبلها (الاتحادية)، وقلل من أهمية 30 يونيو». واعتبر أن الانتخابات الرئاسية الماضية انتهت وأصبحت ماضياً، سواء كان الفائز بها هو الفريق أحمد شفيق أم لا. وعن مستقبل جبهة الإنقاذ أكد أنه لا داعى إلى حلها، لكنها ليست جبهة معارضة الآن، وربما ينتهى بها الأمر إلى تحالفات انتخابية». ورداً على أسئلة الصحفيين بشأن الانتخابات الرئاسية وترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى، قال «ترشح الفريق السيسى بجانب غيره من المرشحين ليس معضلة، وهذا هو الطريق الديمقراطى، وأنا أؤيد ترشح الفريق السيسى وسأعطيه صوتى إذا فعلها، وهو بالفعل سيترشح، الجميع يرجح ذلك بشدة وأنا أثق فى أنه سيترشح، ومن الصعب جداً عدم ترشحه فى ظل هذا الحماس والتأييد والرغبة الشعبية العارمة فى ترشحه، وبالفعل أصبحت كل الطرق تؤدى إلى السيسى، لكن بالانتخاب».