زغرودة رنت فى جميع لجان استفتاء 2014 لتعلن أن فى هذه اللجنة امرأة لم تأت لتقول «نعم»، لكنها جاءت لتعلنها «لا» قوية ضد من يريدها مقهورة مختبئة خلف الجدران. مجموعات من الفتيات خرجن من اللجان كل منهن ترقص بطريقتها الخاصة، غير مبالية بكلام الناس، ولا خائفة من تحرش، لم ترقص من أجل الدستور لكنها رقصت من أجل الحرية، حسب الدكتورة هدى زكريا، أستاذ الاجتماع السياسى بجامعة الزقازيق، التى تؤكد فى حوارها مع «الوطن» تغير موقف سيدات مصر من «الصمت» والتزام المنزل إلى الخروج والوقوف فى طوابير التصويت، ومن قبلها ميادين مصر فى ثورة 30 يوينو، رفضاً لعام أسود تحت حكم الإخوان مر عليها بألف عام. ■ ما الذى دفع المرأة المصرية لتترك منزلها وأبناءها وتغير عقيدة الصمت وقلة الحيلة لتفرض رأيها وقرارها؟ - خروج المرأة فى الاستفتاء جاء رداً على حالة التخويف التى مارسها الإعلام على المواطنين فى برامج التوك شو؛ «انزلوا إنتو خايفين ولّا إيه؟ إنتو هتخافوا من الإخوان، روحوا، ولو حصل تفجير إنتو شهدا»، هذا الكلام أخاف الكثير، لكنه لم يؤثر فى «أم على» و«أم حسين»، الستات البسيطة التى نزلت ووقفت أمام اللجان لتثبت للعالم أن الثورة دى «ثورة ستات» خفن على مستقبلهن من دعاة الظلامية والجهل وتحدينهم بالرقص والزغاريد. ■ لكن صورة الرقص والزغاريد اعتبرها البعض إهانة للمرأة، واصفاً نساء مصر بأنهن «راقصات»، مسقطاً ذلك على الدستور، ما تعليقك؟ - الرقص والزغاريد كانت حالة من الفرح والبهجة التى أحاطت المرأة بها الدستور بشكل مباشر، كما أحاطت بها «السيسى» بشكل غير مباشر. وأحب أقول لهؤلاء المنتقدين: إحنا هنرقص كل يوم، هنرقص فى الشغل، وهنرقص واحنا واقفين نستنى الأتوبيس، هنرقص عشان مش خايفين، عشان مطمنين على اللى جاى، . ■ لماذا لم تشهد ثورة يناير هذه المشاركة النسائية الضخمة كما حدث فى ثورة يونيو والاستفتاء؟ - «حركة يناير» كانت بمثابة تحرك لضمير المجتمع الجمعى، الطبقة الواعية استشعرت خطراً، ومن بينها الستات «الكيوت»، فقررت أن تبادر بالتحرك، بعكس ما حدث فى ثورة يونيو، فالمجتمع كله استشعر الخطر، الست اللى ماكنتش لاقية تاكل ومش لاقية تدفع إيجار بيتها وابنها اللى فى ورشة صاحبها طرده عشان مش لاقى شغل، وجوزها كل يوم فى شغله وقفات واحتجاجات، وبنتها اللى بقت تخاف تمشى فى الشارع أو اتحجبت بالعافية، كل دول ماكنش قدامهم غير النزول رفضاً لما يحدث مع أسرهم مش ضد التوريث والفساد والنهب كما فى حركة يناير. ■ كيف مرت عليك تجربة الاستفتاء؟ وما مشاهداتك فى ذلك اليوم؟ - نزلت من بيتى ماسكة العكاز وعامله حسابى إنى لما أروح أقول لهم يدخلونى على طول بحكم كبر سنى، وعلى باب اللجنة شاهدت فتاة عندها حوالى 30 سنة تنزل من تاكسى وتدخل اللجنة على كرسى متحرك، فسارع المجندون إليها وحملوها، ساعتها قلت إزاى أنا هقول إنى كبيرة فى وسط ناس شفتهم أفضل منى 100 مرة، جايين عشان خاطر مصر، شفت ست كبيرة واقفة ترقص على «تسلم الأيادى»، وواحدة تانية توزع ورود على المجندين، لقيت نفسى باكلم الجنود واقول لهم «يا حبايبى» قبل كل جملة، كل ده لما فكرت فيه لقيته يعنى حاجة واحدة بس «أنا والناس دى متطمنين». ■ هل من الممكن أن تعود المرأة المصرية إلى المربع صفر وتفقد ما حققته فى 30 يونيو واستفتاء 2014؟ - الست المصرية دلوقتى عاملة زى «القطار الإكسبريس» ما يقفش غير فى المحطة الأخيرة، ودى فرصتها اللى غابت عنها منذ ثورة 1919، ففى كل مرة كانوا يحتاجوننا وفى الآخر نسمع «شكراً، اتفضلى ارجعى بيتك»، حتى جاء «عبدالناصر» وعرف العالم قيمة الست المصرية، لكن بعد وفاته رجعت النكسات تانى لحد دلوقتى، والمؤكد أن عهد «ناصر» الجديد المتمثل فى «السيسى» هيكون عهد داعم لوجود المرأة على الساحة، وهتسترد فيه المرأة ثقتها بنفسها وبقدرتها على الفعل والتحقق.