إن مهارات التفكير حاجة مُلحّة خاصة في وقتنا الحالي، ونظرًا لأهمية مهارات التفكير فقد تم استخدام مصطلح تعليم التفكير كمُرادف لمصطلح السلوك الذكي، كما أن تطوير مهارات التفكير يقابلها كيف يصبح الأفراد أكثر ذكاءً.. ومن هنا فإن الأفراد يحتاجون لتعلم مهارات التفكير كأدوات ضرورية تساعدهم على التعامل والعيش في عالم سريع التغير، ومتزايد في تعقيده، وتظهر أهمية تعليم التفكير في المجالات التالية: أولًا: أهمية تعليم التفكير للطلبة، إنّ حرمان الطلبة من فرص للتدريب على مهارات التفكير يؤدي إلى عدم تحقيق وتطوّر هذه المهارات إلى أقصى مدى، فالتفكير الفعّال لا يكون نتيجة غير مقصودة للخبرة أو ناتجًا آليًا لدراسة موضوع ما، إنما يتطلب تعليمًا وتوجيهًا مقصودً ومستمرًا وممارسة. ويساهم تعليم التفكير في استمرار بقاء الطالب في المدرسة، إذ يتعرض هؤلاء الطلبة وباستمرار لمواقف داخل المدرسة، تتطلب منهم استخدام مهارات التفكير، وتنظيم تفكيرهم حول موضوع ما من مواضيع المنهج المدرسي.. كما يزوَّد تعليم التفكير الطلبة بتحكم واعٍ لأفكارهم، مما يجعلهم أكثر ثقة بأنفسهم، وهذا بدوره يطوّر من إنجازهم داخل وخارج المدرسة.. ويسهم تعليم التفكير في تحقيق أهداف الطالب الحياتية، وتحسين تواصله الاجتماعي مع الآخرين، وإتمام المهمّات المطلوبة منه في المجتمع. ثانيًا: أهمية تعليم التفكير للمعلمين والنظام المدرسي، حيث يساعد تعليم التفكير على تحقيق أهداف تعليم المادة التعليمية، وأهداف المناهج التي تلتزم المدارس بتحقيقها، خاصة إن فهم المعلمين لمهارات التفكير التي يدرسونها، يؤدي لزيادة الفاعلية الشخصية عند المعلمين أنفسهم. كما يسهم تعليم التفكير في الحفاظ على ديمومة النظام التعليمي في المدرسة، من خلال مساعدة الطلاب على تحقيق الأهداف الأكاديمية المطلوبة، ويسمح لهم بانخراط الصف بنشاطات غير روتينية، ولا يُركّز على الحفظ، ويسهم في تحفيز الطلبة وجذب انتباههم في غرفة الصف، فضلًا عن كونها تمنح الطلاب مجالًا للتلاعب بالأفكار، والبحث عن المعرفة، مما يجعل من عملية التدريس عملية تحفيز عقلي متبادل. ثالثاً: أهمية تعليم التفكير للمجتمعات، فيسهم تعليم التفكير في بقاء واستمرار المجتمعات، من خلال تزويد الأفراد بأدوات تمكنهم من التفاعل بشكل بنّاء مع المعلومات والظروف المحتمل حدوثها مستقبلًا، وحلّ المشكلات التي تواجههم بطرق إبداعية، بالإضافة إلى رفع مستوى الإنتاجية في المجتمعات وتطوير مجالات التقنية التي تخدم مقوّمات الحياة الأساسية للشعوب وتستمر بأدائها نحو رفاهة البشرية.