وسط طوابير الاستفتاء، يظهر أحدهم ببدلته الأنيقة أمام اللجان، راصدًا الحقائق والوقائع التي ينتظرها المشاهدين من مختلف المحافظات. إنه المراسل الصحفي، والذي أصبح دوره بارزًا في نقل ما يدور في المحافظات للقناة التي يعمل بها ومنها إلى المشاهدين حيث كثافة المواطنين، وأبرز اللقطات في اللجان وخارجها. شهدت أجواء الاستفتاء على مشروع الدستور لعام 2014، سقطات و"هفوات" للعديد من المراسلين في مختلف القنوات الفضائية، على الهواء، ما ضرب مصداقية بعضها في مقتل، على الهواء. وقع مراسل التلفزيون المصري المكلف بتغطية لجان الاستفتاء بمحافظة السويس، في خطأ فادح على الهواء، أثناء متابعة عملية التصويت على الدستور في ثاني أيام الاستفتاء، حيث سألت مذيعة التلفزيون المصري، مراسلها عن أجواء محافظة السويس في الاستفتاء، فلم ينتبه المراسل لها، مخاطبًا المصور، يطالبه بزيادة أعداد المواطنين الناخبين خلفه في طوابير الانتخابات أمام الكاميرا، قائلا: "خليهم يزودوا الناس ورايا شوية". تلك الواقعة التي تداولها العديد من نشطاء التواصل الاجتماعي على "فيس بوك"، والتي صورها البعض وخاصة ممن ينتمون إلى جماعة الإخوان، أنها تزييف للحقائق. ومن جانبه أصيب مراسل التليفزيون المصري في الوادي الجديد بحالة من الارتباك أثناء تقريره عن ثاني أيام الاستفتاء على الدستور، فعندما انتبه للمذيعة قال المراسل للمصور "بس بس على الهوا"، وفي الوقت التي تسأل فيه المذيعة عن ضعف أعداد الناخبين، قام محافظ الوادي الجديد بارتداء نظارته الشمسية وخلعها مرة أخرى، ثم تهذيب ملابسه". لم يقع مراسلو التلفزيون المصري في الخطأ فحسب، بل وقعت فيها أيضا مراسلة برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم" بعد أن أصابها الملل من تركها دون توجيه الأسئلة، حيث توقف الإعلامي وائل الإبراشي عن الحديث معها ليستقبل نادر بكار، هاتفيًا، فظهر على وجهها علامات الضجر. المراسل الصحفي.. هو مرآة ينقل ما هو موجود في الحدث بشفافية، بل وأيضا مرآة للجهة التي يعمل بها، فالخطأ المهني لن يمسه فقط بل يضر مؤسسته كونه واحد من فريق العمل.