بعد قضاء أربع سنوات في الغربة، عاد ضحية فتنة "دهشور"، إلى أسرته في شهر رمضان، ليحتفل معهم بالعيد، دون أن يدري أنه عاد ليودع أسرته، وينهي فترة ابتعاده عنهم، في بلاد الغربة، ليرحل عنهم مجددا، وإلى الأبد، ليحتفلوا معه بالعيد نفسه، لكن أمام مقبرته. بزيارة المقبرة، تبدأ مراسم الاحتفال بالعيد عن أسرة الشهيد معاذ، بعد أداء صلاة عيد الفطر المبارك، زارت والدته وشقيقه الأصغر، مقبرته، في أول وثاني أيام العيد، في محاولة لإرضاء رغبة "قتلت" بالاحتفال مع ابنهم الذي ضاع من عمره 4 سنوات في الغربة، قبل أن يضيع باقي العمر، بسبب فتنة طائفية. لم تكن زياة المقبرة، المشهد المأساوي الوحيد، في تلك المناسبة التى دخل الفرح فيها كافة بيوت المصريين، بينما غاب عن بيت معاذ، حيث ملأ بكاء أفراد الأسرة المشهد الثاني، كلما تذكر أحدهم مواقف معاذ وكلماته وأحلامه التي دفنت معه. وبينما أسرة معاذ تبكي مصيبتها، يحتفل باقي أهالي قرية دهشور في المشهد الثالث، بعيد فطر استثنائي تحت حراسة أمنية مشددة، قبل مرور شهر على أحداث الفتنة التي اندلعت بين مسلمين وأقباط في القرية، اضطرت العديد من الأسر المسيحية لهجرة القرية، بعد تحطيم منازلهم وسرقة محتويات محالهم التجارية. وكشف عمر محمد حسب الله، شقيق معاذ، ل"الوطن" عن زيارة أسرته لوزير الداخلية الذي أحسن استقبالهم، وقدم لهم التعازي في فقيدهم، مشيرا إلى أنه طلب من الوزير إحالة القضية للقضاء للقصاص من قتلة شقيقه، لافتا إلى أن الوزير أكد أنه لن يتدخل في أعمال القضاء، معربًا عن ثقته في عدالة القضاء المصري. وشدد عمر، على ضرورة الحكم بالقصاص على قاتل شقيقه، المتسبب في إشعال الفتنة، مؤكدا أنه إن لم يحكم القضاء بالقصاص، فإنه سيقتص بنفسه من القاتل وأسرته، وكل من حرض على تصعيد أحداث الفتنة من البداية.